.................................................................................................
______________________________________________________
وهاتان المرتبتان ليستا من مصاديق الظلم والهتك ، لوضوح عدم كونه متحركا بالفعل للظلم والهتك ، وان كان له طبع شرير وسريرة سيئة وشوق ورغبة ولكنه لم يصدر عنهما التحريك بالفعل.
وهاتان المرتبتان متحققتان ايضا لمن له طبع خير وسريرة طيبة.
فانه ربما لا يكون له شوق الى الاطاعة لعدم أمر مولاه له أو لعدم علمه بأمره قصورا لا تقصيرا وكان بحيث لو علم لامتثل ، وربما يكون له شوق ورغبة ولكن يمنعه مثلا عدم دخوله تحت عنوان التكليف كغير المستطيع للحج وهو مشتاق وراغب في اتيانه.
ومن الواضح : ان العبد الذي له طبع شرير ورغبة في ارتكاب ما لا يرضى به مولاه متصف بما يلام ويعاتب عليه وان كان لا يستحق الذم والعقاب ، والعبد الذي له طبع طيب ورغبة في الامتثال متصف بما يمدح ويثنى عليه ، ولكنه لم يحصل منه ما يستحق به المثوبة على فعل بحيث يكون له بحسب وجدان العقل حق بالفعل عند مولاه.
الثالثة : مرتبة الجري والعمل على طبق العزم المحرك ، وفي هذه المرتبة يستحق المتجري الذم والعقاب والمنقاد المدح والثواب ، واتضح مما ذكرنا انه هناك لوم من دون استحقاق العقاب ، وذم مع استحقاق العقاب ، ومدح من دون استحقاق الثواب ، ومدح مع الاستحقاق. وقد اشار الى المرتبتين الاوليين بقوله : «وان قلنا بانه لا يستحق مؤاخذة او مثوبة ما لم يعزم على المخالفة او الموافقة بمجرد سوء سريرته» من له طبع شرير ورغبة في المخالفة ولم يتحرك اليها ولم يخالف لا يستحق عقابا «او حسنها» أي من له حسن السريرة والطبع الطيب والرغبة للامتثال ولم يفعل ولا يكون له موافقة فعلا فانه ايضا لا يكون له عند مولاه حق الثواب مستحقا له «وان كان الاول مستحقا للوم او» الثاني يستحق «المدح بما يستتبعانه كسائر الصفات والاخلاق الذميمة او الحسنة» أي ان المتصف بمحض الطبع الشرير وسوء