ذلك بموضع هو أليق به ، وحيث جاء (وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)(١) ونحو فالمراد الصحبة بالمعونة والإثابة. وقال الراغب : مع يقتضي الاجتماع إمّا في المكان نحو : هما معا في الدار ، أو في الزمان نحو : ولدا معا ، أو في المعنى كالمتضايفين نحو : الأخ والأب ؛ فإنّ أحدهما صار أخا في حال ما صار الآخر أخاه ، وإمّا في الشرف والرتبة ، نحو : هما في العلوّ معا. ويقتضي معنى النّصرة ، وأنّ المضاف إليه لفظ مع هو المنصور نحو قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ مَعَنا)(٢).
ورجل إمّعة ، إي يقول لكلّ واحد : أنا معك. وفي كلام ابن عباس : «كن عالما أو متعلما أو مستمعا ولا تكن إمّعة فتهلك» (٣) قيل : هو البطّال.
والمعمعة : صوت الحريق ، وصوت الشجعان في الحرب. والمعمعان : شدّة الحرب (٤).
م ع ن :
قوله تعالى : (يُطافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ)(٥) قيل : هو من قولهم : معن الماء ، أي جرى فهو فعيل بمعنى فاعل ، يقال : معن الماء وأمعن : إذا جرى وسال. وأنشد لعبيد ابن الأبرص (٦) : [من مجزوء البسيط]
واهية أو معين ممعن |
|
أو هضبة دونها لهوب |
وأمعن الفرس : تباعد في عدوه تباعد الماء في جريانه. وأمعن في حاجتي : إذا بالغ. وفتّش في أمرها ، وأمعن بحقّي : إذا ذهب به. وسميت مجاري الماء : معنان ، وقيل : قوله : (بِماءٍ مَعِينٍ)(٧) أي ظاهر يرى بالعين ، فميمه زائدة.
__________________
(١) ٢٤٩ / البقرة : ٢.
(٢) ٤٠ / التوبة : ٩.
(٣) ذكره ابن الأثير في مادة «إمعه» ؛ بالهمز (النهاية : ١ / ٦٧) ويرى أن همزته أصلية.
(٤) وفي الأصل : الحر.
(٥) ٤٥ / الصافات : ٣٧.
(٦) الديوان : ٢٥ ، اللهوب : جمع لهب : الشعب في الجبل.
(٧) ٣٠ / الملك : ٦٧.