تنحية الدمع عن الخدّ بالإصبع. وأنكفته : نزّهته عمّا يستنكف منه. ومنه الحديث : «وسئل عن : سبحان الله ، فقال : إنكاف الله من كلّ سوء» (١). وفي الحديث : «فانتكف العرق عن جبينه» (٢) أي انقطع (٣) ، مأخود من نكفت الدمع كما تقدّم. وفي حديث آخر : «جاء جيش لا ينكف آخره» (٤) أي لا ينقطع (٥).
ن ك ل :
قوله تعالى : (إِنَّ لَدَيْنا أَنْكالاً)(٦) أي قيودا ، واحده نكل نحو جمل وأجمال. وأصل ذلك من نكل ، أي منع ، لأنّ القيد يمنع من المشي. ومنه : نكّلت به ، أي فعلت به ، فعلا يمنع غيره من الوقوع في فعله. والنّكول عن اليمين : الامتناع منه. والنّكل أيضا : اللجام الثقيل ، لأنّه يمنع الدابّة من الجماح.
ويقال : نكل عن الأمر ينكل كعلم يعلم ، ونكل ينكل كفتك يفتك (٧). قوله : (فَجَعَلْناها نَكالاً)(٨) أي فجعلنا العقوبة ، أو المسخة ، أو القرية المعاقبة ، أو الطائفة منعا لمن تقدّمها أو تأخّر عنها أن يرتكبوا مثل ما ارتكبوا. وقال الأزهريّ : النّكال : العذاب. قوله : (وَاللهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْكِيلاً)(٩) أي تعذيبا عذابا يمنع الغير من الذنب.
وأنكلت الرجل عن حاجته : دفعته عنها ، من أنكلت الحجر : إذا دفعته. وفي الحديث : «مضر صخرة الله التي لا تنكل» (١٠) أي لا تندفع عما سلّطت عليه. وفيه «إنّ الله يحبّ النّكل على النّكل. قيل : وما ذلك؟ قال ؛ الرجل القويّ المجرّب المبدىء المعيد
__________________
(١) النهاية : ٥ / ١١٦. والمعنى : تنزيهه وتقديسه.
(٢) المصدر السابق.
(٣) لعل الأفصح أن يقول : مسحه ونحّاه.
(٤) النهاية : ٥ / ١١٦.
(٥) لعل الأفصح أن يقول : لا يحصى ولا يبلغ آخره ، كما في النهاية.
(٦) ١٢ / المزمل : ٧٣.
(٧) وفي القاموس : كضرب يضرب ، ونصر ينصر ، وعلم يعلم.
(٨) ٦٦ / البقرة : ٢.
(٩) ٨٤ / النساء : ٤.
(١٠) النهاية : ٥ / ١١٧.