وجمعه وبل نحو : راكب وركب ، وصاحب وصحب. وقد جمع جمع العقلاء للنفع الحاصل به المشبه لنفع العقلاء في قول الشاعر (١) : [من البسيط]
يلاعب الريح بالعصرين قسطله |
|
والوابلون وتهتان التّجاويد |
ويجمع أيضا على وبّل ووبّال ، نحو ضارب وضرّب وضرّاب. قوله تعالى : (فَذاقَتْ وَبالَ أَمْرِها)(٢) أي وخامته وسوء عاقبته. يقال : ماء وبيل ، وطعام وبيل (٣). واستوبلت الشيء : كرهته. ومن ثمّ الوبال : ثقل الشيء المكروه. قال بعضهم : ولمراعاة الثّقل قيل للأمر الذي يخاف ضرره : وبال. وقوله : (فَأَخَذْناهُ أَخْذاً وَبِيلاً)(٤) أي شديدا ثقيلا ليس له منه مناص. واستوبلت البلد : إذا ثقلت عليك الإقامة فكرهته. ومنه قول دريد : [من الرجز]
في كلّ يوم منزل مستوبل |
|
بسيف ما مهيجتي أو محتوى |
وأهدى رجل للحسين رضي الله عنه هدية بحضرة أبيه عليّ رضي الله تعالى عنهما وأخيه محمد ابن الحنفية فانكسر قلبه ، ففهم ذلك عليّ رضي الله عنه فأومأ إلى وابلة محمد ثمّ قال متمثلا بقول عمرو بن كلثوم (٥) :
وما شرّ الثلاثة أمّ عمرو |
|
بصاحبك الذي لا تصبحينا |
فأهدى الرجل لمحمد مثل ذلك. قال ابن الأعرابيّ : الوابلة : طرف الكتف. وفي الحديث : «أيّ مال أدّيت زكاته فقد ذهبت أبلته» (٦) أي وبلته. يريد الوبال ، فأبدل واوه همزة. وقد وبلت السماء وأوبلت ؛ لغتان ، بمعنى شرقت وأشرقت.
__________________
(١) الشعر لصخر الغيّ ، كما في اللسان ـ مادة جود. وفيه : قصطله.
(٢) ٩ / الطلاق : ٦٥.
(٣) يخاف وباله.
(٤) ١٦ / المزمل : ٧٣.
(٥) وفي الأصل : للحارث بن حلزة ، وهو وهم. والبيت لعمرو من معلقته كما في جمهرة أشعار العرب : ١١٨. كما يروى لعمرو بن عدي اللخمي ، وانظر شرح القصائد العشر للتبريزي : ٢١١. وهو مذكور مع الخبر في النهاية : ٥ / ١٤٧ ، من غير عزو.
(٦) النهاية : ٥ / ١٤٦ ، وفيه : «وبلته».