عاصِمَ)(١). كما جاء مفعول بمعنى فاعل كقوله : (حِجاباً مَسْتُوراً)(٢)(كانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا)(٣). ولنا فيه كلام في غير هذا.
وفي الحديث : «إنّ جبريل عليهالسلام صلىاللهعليهوسلم صلّى به العشاء حين غاب الشّفق واتّطأ العشاء» (٤) اتّطأ افتعل من الوطء. والمعنى : حين يتهيأ العشاء. يقال : وطئت الشيء فاتّطأ ، أي هيأته فتهيّأ. وأراد كلّ ظلام العشاء. وفي حديث آخر : «لنا ثلاث أكل من وطيئة» (٥) الوطيئة : الغرارة يوضع فيها الكعك ونحوه.
والوطء : كثر استعماله في الجماع حتى صار كالصريح.
و ط ر :
قوله تعالى : (فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً)(٦). الوطر : الحاجة. وقيل : كلّ حاجة من همّتك وقصدك فهي وطر ، فكأنّه أخصّ من الحاجة. ومن أحسن ما قيل من فنّ التجنيس ما أنشدناه قاضي القضاة بدر الدين بن جماعة لوالده : [من البسيط]
لقاء أكثر هذا الناس أوزار |
|
فلا تبال صدّوا عنك أو زاروا |
لهم لديك إذا جاؤوك. أوطار |
|
فإن قضوها تنحّوا عنك أو طاروا |
و ط ن :
قوله تعالى : (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ)(٧) هي جمع وطن : وهي محلّ الإنسان دون سكنه. يقال : وطنت الأرض أطنها وطنا ، وأوطنتها أطنها إيطانا : إذا اتخذتها وطنا. قال رؤبة بن العجاج (٨) : [من الرجز]
__________________
(١) ٤٣ / هود : ١١.
(٢) ٤٥ / الإسراء : ١٧.
(٣) ٦١ / مريم : ١٩.
(٤) النهاية : ٥ / ٢٠٢. وفي الأصل : وانتطأ. وكذا ما بعده.
(٥) المصدر السابق.
(٦) ٣٧ / الأحزاب : ٣٣.
(٧) ٢٥ / التوبة : ٩.
(٨) اللسان ـ مادة وطن.