النجاة منها إن كان مبتدعا فاحذروه واجتنبوه فإنه على (١) لسان الشيطان ينطق ومن نطق على لسان الشيطان فلا شك ولا ريب في إغوائه فيهلك لإنسان من حيث يظن السلامة وأيضا ففي المشي إليه ومجالسته تعظيم له وتوقير.
روى ابن عدي من حديث عائشة رضي الله عنها «من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام» ورواه الطبراني في معجمه الأوسط ورواه الحافظ أبو نعيم من حديث عبد الله بن بشر وبهذا وغيره يجب التبري من أهل البدع والتباعد.
قال بعض السلف : (من بشّ في وجه مبتدع أو صافحه فقد حلّ عرى الإسلام عروة عروة).
وقال شخص من أهل الأهواء لأيوب السختياني رضي الله عنه : أكلمك كلمة؟ فقال : لا الله ولا نصف كلمة ، وكان يقول : ما ازداد صاحب بدعة اجتهادا إلا ازداد من الله بعدا.
قال رضي الله عنه : كنا ندخل على أيوب السختياني فإذا ذكرنا له حديثا عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم يبكي حتى نرحمه وكان يقول : إذا بلغني موت أحد من أهل السنة فكأنما يسقط عضو من أعضائي ، وكان يقول : والله ما صدق عبد إلا سره ألا يراه أحد (٢).
وكان يونس بن عبيد يقول : احفظوا عني ثلاثا مت أو عشت : لا يدخلن أحد على سلطان يعظه أو يعلمه ، ولا يخلون بامرأة شابة وإن أقرأها القرآن ، ولا يمكن سمعه من ذي هوى ، وأشدها الثالثة لما فيها من الزيغ أعاذنا الله من ذلك. وكان يقول : ما يزال العبد بخير ما أبصر ما يفسد عمله. ويونس هذا تابعي من أصحاب الحسن البصري ، وكان أبو عبد الله الأصبهاني من عباد الله الصالحين ومن البكائين ولم يكن بأصبهان أزهد منه ولا أورع منه ، قال : وقفت على علي بن ماشاذة وهو يتكلم على الناس فلما جاء الليل رأيت رب العزة في النوم فقال لي : وقفت على مبتدع وسمعت كلامه لأحرمنك النظر في الدنيا ، فاستيقظ وعيناه مفتوحتان لا يبصر بهما شيئا.
__________________
(١) على بمعنى عن أو الباء ، اه مصححه.
(٢) أي وهو يعمل الصالحات وهو كلام جليل فليفكر فيه القارئ طويلا لعله يتحقق به ، اه مصححه.