__________________
ـ المذاهب لا يهمهم ذيوع الباطل وقد خانوا دينهم الذي ائتمنهم الله عليه ، وبه يعيشون ، ويوم الخائنين يوم رهيب.
وكانت تلك الفتنة بالشام في النصف الأول من القرن السابع الهجري ، وقد وقع مثلها في النصف الأخير من القرن السادس بمصر ، وفتنة القاهرة معروفة بفتنة ابن مرزوق وابن الكيزاني وكلاهما من حشوية الحنابلة ، وظن التاج ابن السبكي بن الكيزاني من الشافعية فترجم له في طبقاته تبعا لابن خلكان ، فلا بأس في الإشارة هنا إلى فتاوى علماء ذلك العصر في حقهما.
وصورة الاستفتاء في شأنهما :
ما قولكم في الحشوية الذين على مذهب ابن مرزوق وابن الكيزاني اللذين يعتقدان أن الله سبحانه يتكلم بحرف وصوت ، تعالى الله عن ذلك ، وأن أفعال العباد قديمة ، هل تنفذ أحكامهم على أهل التوحيد وعامة المسلمين وهل تقبل شهاداتهم على المسلمين أم لا؟.
جواب الإمام شهاب الدين أبي الفتح محمد بن محمود الطوسي الشافعي (صاحب الوقائع مع ابن نجية الحنبلي):
تقبل شهادة عدولهم على أصحابهم ولا تسمع شهاداتهم على أهل الحق من الموحدين ولا ينفذ حكم قاضيهم على الموحدين فإنهم أعداء الحق ، والله أعلم.
كتبه محمد الطوسي
وجواب الإمام يوسف الأرموي :
ما نصّ عليهم أعلاه اقترفوا حوبة عظيمة يجب عليهم القفول عما اعتقدوه وهم كفار عند أكثر المتكلمين وكيف يسوغ قبول أقوالهم؟ ويجب على من إليه الأمر إحضارهم واستتابتهم عما هم عليه ، فإن تابوا وإلا قتلوا ، وحكمهم في الاستتابة حكم المرتد في إمهاله ثلاثة أيام ولا يقتل في الحال.
كتبه يوسف الأرموي
وجواب الخطيب أبي عبد الله محمد بن إبراهيم الحموي :
من اعتقد أن أفعال العباد قديمة فقد قال قولا يلزم منه القول بقدم العالم ومن قال بقدم العالم فهو كافر لا تصح ولايته ولا تقبل شهادته والله أعلم.
كتبه محمد بن إبراهيم الحموي
واستفتاء آخر صورته :
ما قول الفقهاء الأئمة قادة علماء هذه الأمة أدام الله إرشادهم ووفق إصدارهم وإيرادهم في الحشوية الذين على مذهب ابن مرزوق وابن الكيزاني. اللذين يعتقدان أن الله سبحانه متكلم بحرف وصوت ، وأن أفعال العباد قديمة ، هل تقبل شهاداتهم على أهل الحق الموحدين الأشعرية ، وهل تنفذ أحكام قضاتهم على الأشعرية أم لا؟
جواب الإمام أبي المنصور ظافر بن الحسين الأزدي المالكي :
لا تقبل شهادة من يقول إن الله تعالى يتكلم بحرف وصوت لأنهم مرتكبون كبيرة هي أعظم من سائر المعاصي كالزنى وشرب الخمر لأنها كبيرة تتعلق بأصل من أصول الدين.
كتبه ظافر بن حسين الأزدي