ويشرق نوره يوم الفصل ويكشف ساقه (١) ويبسط كفه ويمينه تطوى السماء وينزل (٢) في الدجى في الثلث الأخير والثلث الثاني وأن له نزولا (٣) ثانيا يوم القيامة للقضاء وأنه يبدو جهرة لعباده حتى يرونه ويسمعون كلامه وأن له قدما (٤) وأنه واضعها على النيران وأن الناس كل منهم يخاصر (٥) ربه ، بالخاء والصاد والحاء والضاد وجهان محفوظان
__________________
ـ القيامة مناديا بصوت ...» وهذا نص من النبي صلىاللهعليهوسلم على أن الإسناد في الحديث السابق مجازي وهكذا يخرب الناظم بيته بيده وبأيدي المسلمين وللحافظ أبي الحسن المقدسي جزء في تبيين وجوه الضعف في أحاديث الصوت فليراجع ثمت.
الكلام على الساق والنزول والمجيء ووضع القدم
(١) وفي القرآن (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ) [القلم : ٤٢] بدون ضمير وذلك استعارة عن الشدة كما ذكره الفراء وابن قتيبة وابن الجوزي ، وذكر الإسماعيلي في مستخرجه أن رواية حفص بن ميسرة «يكشف ربنا عن ساق» بدون ضمير وروايته بالضمير منكرة. راجع ما كتبناه على دفع الشبه لابن الجوزي ، ومن عادة الحشوية حمل المجاز المشهور على الحقيقة باختلاق رواية حول ذلك وإلقائها على ألسنة الرواة. وتصرفات المجسمة هنا من هذا القبيل.
وإني أنقل للقارئ بلية من بلايا المجسمة تفهمه إلى أي حد يصل جنون هؤلاء ، وقد رأينا في بعض كتب روافضهم أن فاطمة رضي الله عنها تحمل قميص حسين عليهالسلام في يوم القيامة وتقول لله سبحانه وهو جالس على عرشه هذا ما فعلته الأمة بابني سبط الرسول صلىاللهعليهوسلم ، ويكشف الله سبحانه إذ ذاك عن ساقه فإذا هي مربوطة برباط ويقول ما ذا أنا فاعل إزاء هذا وهم قد فعلوا بي ما ترونه؟ ويعللون هذا بما فعله نمروذ من توجيهه الرمي إلى السماء ليقتل إله إبراهيم عليهالسلام فاهمين أن سهمه أصاب ساق الله فبقيت مربوطة من أثر الجرح في ذلك اليوم. فهل رأى القارئ كفرا أشنع من هذا وأبعد من هيبة الرب سبحانه وتقديره حق قدره وأدل على ذهاب العقول؟ قاتلهم الله.
(٢) قال ابن حزم في الفصل : إن ثلث الليل مختلف في البلاد باختلاف المطالع والمغارب يعلم ذلك ضرورة من بحث عنه فصحّ ضرورة أنه فعل يفعله ربنا في ذلك الوقت لأهل كل أفق وأما جعل ذلك نقلة فقد قدمنا بطلان قوله في إبطال القول بالتجسيم اه وفي بعض طرق الحديث ما يعين أنه إسناد مجازي ، ففي سنن النسائي «إن الله يأمر ملكا ينادي ...» وفي شرحي البدر العيني وابن حجر على البخاري بسط واف في المسألة.
(٣) ولفظ التنزيل (وَجاءَ رَبُّكَ) [الفجر : ٢٢] قال أحمد : أمره ، وقد بيّنه في قوله تعالى : (أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ) [النّحل : ٣٣] رواه ابن حزم وأبو يعلى وابن الجوزي. قال الخلال في السنة بسنده إلى حنبل عن عمه الإمام أحمد أنه سئل عن أحاديث النزول والرؤية ووضع القدم ونحوها فقال : «نؤمن بها ونصدق بها ولا كيف ولا معنى».
(٤) وضع القدم مجاز مشهور عن التسكين وعن الردع والقمع. راجع أساس البلاغة والفائق ودفع شبه التشبيه وأساس التقديس. والأخيران مهمان جدا في الرد على الحشوية ، وهما مطبوعان يسهل تناولهما ففيهما غنية عن التوسع بأكثر مما ذكر.
(٥) قال ابن العربي : أما حديث المخاصرة فضعيف ، راجع العواصم ، فكم في سنن الترمذي ومسند ـ