وقال تعالى : (وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمانَ وَأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنابَ (٣٤)) [ص : ٣٤] والله أعلم (١).
تمّ الفقه الأبسط لأبي حنيفة رحمهالله
__________________
(١) هنا انتهى الكتاب في الأصول التي اطلعنا عليها ، وشذّت النسخة السعيدية بالهند على ما نقله مولانا العلامة المحقق أبو الوفاء رئيس جمعية إحياء المعارف النعمانية في حيدرآباد الدكن ، وفيها زيادة : (قال أبو مطيع رحمهالله : سألت أبا حنيفة رحمة الله عليه أليس الله تعالى عدلا حكيما في أفعاله بخلقه؟ فقال : بلى ، قلت : قد خلق واحدا أعمى ، وآخر مقعدا ، وآخر غنيا ، وآخر فقيرا ، وآخر أحمق ، وآخر عاقلا ، وآخر أخرس. قال : هذا بفضل منه لبعضهم دون بعض. لأنه لم يجب عليه ذلك ، فأعطى بعضا ، ومنع بعضا ، فهو كمن له عبيد ، فأعطى واحدا ومنع آخر) ، ولا نطمئن إلى هذه الزيادة لعلها مما وجد لأبي مطيع في كتاب له آخر فزادها هنا من زاد ، على أن ذلك خوض في سر القدر. وهذا ما لا يباح لأحد من البشر. وبعد ذلك زيادة أخرى وهي : (حدثنا علي بن أحمد قال : حدثنا إبراهيم بن حمدويه. قال : حدثنا يوسف بن أبان عن ليث بن خزيمة عن قتادة عن عمر رضي الله عنه قال : أيما رجل لا يبتلى في جسده أربعين يوما فليس فيه لله حاجة. وقال مقاتل بن سليمان من أصل الإيمان الذي جاء في القرآن قوله : (وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ) [البقرة : ١٧٧] أي صدّق بتوحيده (وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتابِ وَالنَّبِيِّينَ) [البقرة : ١٧٧] أي ذلك كله حق. وهي مما زاد مالك النسخة على الأصل كفائدة من عنده ، والسند لأصله له أصلا لا بأبي مطيع ولا بأبي حنيفة ، وفيه رجال مجاهيل ، وقتادة لم يدرك أحدا من الراشدين ، ومقاتل ممن لا يروي عنه في مثل هذا الكتاب ، فالمزيد ينادي أنه مدرج لا صلة له بالكتاب والاعتماد على سائر الأصول. وسند شيخ الإسلام مصطفى عاشر المتوفى سنة ١٢١٩ ه في الفقه الأبسط عن الحسين بن محمد بن الحسن المبيمي البصري عن أبي طاهر محمد بن إبراهيم الكوراني عن أبيه عن خير الدين الرملي عن محمد بن السراج عمر الحانوتي عن أبيه عن المحب محمد بن جرباش عن أبي الخير محمد بن محمد الرومي عن أبي الفتح محمد بن محمد الحريري عن أبيه القوام الأتقاني عن الحسين السنغاقي عن محمد بن محمد بن نصر البخاري عن شمس الأئمة الكردي عن صاحب الهداية عن الضياء اليرسوخي عن العلاء السمرقندي عن أبي المعين النسفي عن الحسين بن علي الكاشغري عن نصران بن نصر الختلي عن علي بن الحسن بن محمد الغزال عن علي بن أحمد الفارسي عن نصير بن يحيى عن أبي مطيع عن أبي حنيفة رضي الله عنهم أجمعين. والاعتماد على رواية أصحابنا كما سبق. وسند شيخ الإسلام المذكور في العالم والمتعلم إلى أبي المعين بن محمد النسفي بهذا السند عن أبيه عن عبد الكريم بن موسى البزدوي عن أبي منصور الماتريدي عن أحمد بن إسحاق الجوزجاني عن أبي سليمان الجرجاني وعن محمد بن مقاتل الرازي كلاهما عن أبي مطيع وعصام بن يوسف كلاهما عن أبي مقاتل عن أبي حنيفة رضي الله عنهم. وسنده في الفقه الأكبر رواية حماد بن أبي حنيفة بالسند إلى نصير بن يحيى عن محمد بن مقاتل عن عصام بن يوسف عن حماد بن أبي حنيفة عن أبيه رضي الله عنهم.
ـ راجع (٢٢٦) من مكتبة شيخ الإسلام في المدينة المنورة زادها الله تشريفا (ز).