دلّ على أنّه غير معقول. (١)
قال الشيخ المفيد :
ثلاثة أشياء لا تعقل ، وقد اجتهد المتكلّمون في تحصيل معانيها من معتقديها بكلّ حيلة فلم يظفروا منهم إلاّ بعبارات يتناقض المعنى فيها على مفهوم الكلام :
١ ـ اتحاد النصرانية.
٢ ـ كسب النجارية.
٣ ـ أحوال البهشمية.
وقال الشيخ : ومن ارتاب فيما ذكرناه في هذا الباب فليتوصل إلى إيراد معنى ـ في واحد منها ـ معقول ، والفرق [كذا] بينها في التناقض والفساد ، ليعلم أنّ خلاف ما حكما به هو الصواب وهيهات. (٢)
ثمّ إنّ المنقول عن الفيلسوف الفرنسي« مالبرانس » يتحد مع نظرية الأشعري حرفاً بحرف ومن المظنون أنّه وقف على بعض الكتب الكلامية للأشاعرة ، فأفرغ نظرية الكسب حسب ما تلقّاه من تلك الكتب ، وحاصل ما قال :
إنّ كلّ فعل إنّما هو في الحقيقة لله ، ولكن يظهر على نحو ما يظهر ، إذا تحقّقت ظروف خاصة إنسانية أو غير إنسانية حتى لكأنّها يخيل للإنسان أنّ الظروف هي التي أوجدته.
فهذه النظرية أولى بأن تسمّى بنظرية الاتفاقية ، أو نظرية الظروف
ــــــــــــــــــ
١ ـ شرح الأُصول الخمسة للقاضي عبد الجبار : ٣٦٤ ـ ٣٦٦.
٢ ـ حكايات الشيخ المفيد برواية الشريف المرتضى لاحظ مجلة « تراثنا » العدد٣ ، من السنة الرابعة ، ص ١١٨.