يشرب فيه.
وقال محمد بن محمد بن سليمان بن الفاسي الروداني المغربي المالكي في كتاب ( جمع الفوائد ) : « عطاء بن يسار ان معاوية باع سقاية من ذهب ـ أو ورق ـ أكثر من وزنها ، فقال أبو الدرداء : سمعت النبي صلّى الله عليه وسلّم ينهى عن مثل هذا الاّ مثلا بمثل. فقال له معاوية : ما أرى بمثل هذا بأسا! فقال أبو الدرداء : من يعذرني من معاوية؟! أنا أخبره عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو يخبرني عن رأيه ، لا اساكنك بأرض أنت بها ، ثم قدم أبو الدرداء على عمر فذكر له ذلك فكتب عمر الى معاوية أن لا يبيع ذلك الاّ مثلا بمثل وزنا بوزن ، للموطّإ والنسائي ».
وقال الزرقاني في ( شرح الموطّأ ) بشرحه « فقال أبو الدرداء : من يعذرني بكسر الذال المعجمة من معاوية ، أي من يلومه على فعله ولا يلومني عليه؟ أو من يقوم بعذري إذا جازيته بصنعه ولا يلومني على ما أفعله به ، أو : من ينصرني يقال : عذرته : إذا نصرته. أنا أخبره عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ويخبرني عن رأيه. أنف من ردّ السنّة بالرأى. وصدور العلماء تضيق عن مثل هذا وهو عندهم عظيم ردّ السنن بالرأى. لا اساكنك بأرض أنت بها وجائز للمرء ان يهجر من لم يسمع منه ولم يطعه ، وليس هذا من الهجرة المكروهة ألا ترى أنه صلّى الله عليه وسلّم أمر الناس أن لا يكلّموا كعب بن مالك حين تخلّف عن غزوة تبوك ، وهذا اصل عند العلماء في مجانبة من ابتدع وهجره وقطع الكلام عنه ، وقد رأى ابن مسعود رجلا يضحك في جنازة فقال : والله لا أكلمك ابدا! قاله ابو عمر. ثم قدم أبو الدرداء من الشام على عمر بن الخطاب المدينة فذكر ذلك له ، فكتب عمر بن الخطاب الى معاوية أن لا يبيع ذلك الاّ مثلا بمثل وزنا بوزن. بيان للمثل.
قال ابو عمر : لا أعلم ان هذه القصة عرضت لمعاوية مع ابى الدرداء الاّ من هذا الوجه ، وانما هي محفوظة لمعاوية مع عبادة بن الصامت والطرق متواترة بذلك عنهما. والاسناد صحيح وان لم يرد من وجه آخر فهو من الافراد