لا أجده الآن.
فقال قائل من الأنصار! انا جذيلها المحكك وعذيقها المرجّب ، منا امير ومنكم امير يا معشر قريش! فكثر اللغط وارتفعت الأصوات حتى فرقت من الاختلاف ، فقلت : ابسط يدك يا أبا بكر! فبسط يده فبايعته وبايعه المهاجرون ثم بايعته الأنصار ، ونزونا على سعد بن عبادة فقال قائل منهم : قتلتم سعد بن عبادة فقلت : قتل الله سعد بن عبادة! قال عمر : وانّا والله ما وجدنا فيما حضر من أمر أقوى من مبايعة أبي بكر ، خشينا ان فارقنا القوم ولم تكن بيعة أن يبايعوا رجلا منهم بعدنا فاما بايعناهم على ما لا نرضى (١) واما نخالفهم ، فيكون فساد ، فمن بايع رجل على غير مشورة من المسلمين فلا يبايع هو ولا الذي بايعه تغرّه ان يقتلا » (٢).
وقال ابن هشام « قال ابن اسحق : وكان من حديث السقيفة حين اجتمعت بها الأنصار ان عبد الله بن أبي بكر حدثني عن ابن شهاب الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن عبد الله بن عباس ، قال أخبرني عبد الرحمن بن عوف قال : وكنت منزله بمنى أنتظره وهو عند عمر في آخر حجة حجها عمر ، قال : فرجع عبد الرحمن بن عوف من عند عمر فوجدني في منزله في منى انتظره وكنت أقرئه القرآن ، قال ابن عباس : فقال لي عبد الرحمن بن عوف : لو رأيت رجلا أتى امير المؤمنين فقال : يا امير المؤمنين! هل لك في فلان يقول : والله لو قد مات عمر ابن الخطاب لقد بايعت فلانا والله ما كانت بيعة أبي بكر الا فلتة فتمت.
قال : فغضب عمر فقال : اني إن شاء الله لقائم العشية في الناس فمحذّرهم هؤلاء الذين يريدون أن يغضبوهم أمرهم ، قال عبد الرحمن فقلت : يا أمير المؤمنين! لا تفعل ، فان الموسم يجمع رعاع الناس وغوغاءهم وانهم هم الذين يغلبون على قربك حين تقوم في الناس واني أخشى ان تقوم فتقول.
__________________
[ ١ ، ٢ ] صحيح البخاري ٨ / ٢١٠.