(١١)
نظام الدين النيسابوري
وقال نظام الدين النيسابوري : « ... وهو قوله : ( أَنْتَ مَوْلانا ) ففيه الاعتراف بأنه سبحانه هو المتولي لكلّ نعمة ينالونها ، وهو المعطي لكل مكرمة يفوزون بها ، وأنهم بمنزلة الطفل الذي لا تتم مصلحته إلاّ بتدبير قيّمه ، والعبد الذي لا ينتظم شمل مهماته إلا بإصلاح مولاه. وبهذا الاعتراف يحق الوصول إلى الحق ، من عرف نفسه أي بالإمكان والنقصان عرف ربه أي بالوجوب والتمام » (١).
وقال النيسابوري أيضا : « ( فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَوْلاكُمْ ) ناصركم ومتولي أموركم ، يحفظكم ويدفع شر الكفار عنكم ، فإنّه ( نِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ) فثقوا بولايته ونصرته » (٢).
وقال أيضا : ( هُوَ مَوْلانا ) لا يتولى أمورنا إلاّ هو ، يفعل بنا ما يريد من أسباب التهاني والتعازي ، لا اعتراض لأحد عليه » (٣).
وقال : « ( وَاللهُ مَوْلاكُمْ ) متولي أموركم. وقيل : أولى بكم من أنفسكم ونصيحته أنفع لكم من نصائحكم لأنفسكم » (٤).
وقال : « ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ ) حتى تصلوا إليه ، هو متولي إفنائكم عنكم ، ( نِعْمَ الْمَوْلى ) في افناء وجودكم ( وَنِعْمَ النَّصِيرُ ) في إبقائكم بربكم » (٥).
__________________
(١) تفسير النيسابوري ٣ / ١١٣.
(٢) نفس المصدر ٩ / ١٥٣.
(٣) نفس المصدر ١٠ / ١٠٤.
(٤) نفس المصدر ٢٨ / ٨٠.
(٥) تفسير النيسابوري ١٧ / ١٢٦.