الأحكام والشرائع والتفسير والأدعية والحكم والمواعظ والوصايا التربوية والبيانات المفصلة في تفسير القرآن وغيرها ، وقد وصلنا العديد منها مدونة في مصادر الحديث والرجال.
وكان له عليهالسلام دور بارز في ترسيخ مبادى ء العقيدة ، وترك في هذا الاتجاه بحوثاً كلامية وعقائدية عديدة انبرى فيها لخدمة مبادئ الاسلام الحقة والدفاع عن أصوله ونشر فروعه ، ولعل أهمّ تلك البحوث رسالته المطولة إلى أهل الاهواز التي تعرّض فيها للردّ على فكرة الجبر والتفويض باعتبارها من المسائل التي أُثيرت بقوة في ذلك الوقت بحيث كانت سبباً للاختلاف بين أصحابه الى حدّ الفرقة والتقاطع والعداوة ، فوضع الامام عليهالسلام النقاط على الحروف في هذه المسالة الحساسة. كما تعتبر زيارة الأئمّة عليهمالسلام الموسومة بالزيارة الجامعة والمروية عنه ، مدرسة سيارة لتعليم العقيدة الإسلامية والانفتاح على جميع مفرداتها.
ومن جملة القضايا المطروحة بقوة أيضاً في ذلك الوقت ، مسألة خلق القرآن التي أثارها الحكم العباسي في زمان المأمون والمعتصم والواثق لأسباب سياسية واعتقادية ، فأحدثت فتنة ومحنة بين صفوف الناس على مختلف طبقاتهم وذهب ضحيتها الكثيرون ، وأثارت الفرقة والاحقاد والضغائن بين المسلمين. وكان جواب الامام الهادي عليهالسلام لاصحابه واضحا ، يقوم على اعتبار الجدال في القرآن بدعة ، مع التفريق بين كلام اللّه تعالى وبين علمه ، فكلامه تعالى محدث وليس بقديم ، قال تعالى : ( ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث ) (١) ، وأما علمه فقديم قدم ذاته المقدسة ، وهو من الصفات التي هي عين ذاته.
__________________
(١) سورة الأنبياء : ٢١ / ٢.