احضروا الرقاع ، فأحضروها ، فقال لهم : هذا ما أُمرت به.
فقال بعضهم : قد كنا نحب أن يكون معك في هذا الأمر شاهد آخر؟ فقال لهم : قد آتاكم الله عزوجل به ، هذا أبو جعفر الأشعري يشهد لي بسماع هذه الرسالة ، وسأله أن يشهد بما عنده ، فأنكر أحمد أن يكون سمع من هذا شيئاً ، فدعاه أبي إلى المباهلة ، فقال لما حقق عليه : قد سمعت ذلك ، وهذه مكرمة كنت أحب أن تكون لرجل من العرب لا لرجل من العجم ، فلم يبرح القوم حتى قالوا بالحق جميعاً » (١).
٣ ـ وعن محمد بن الحسين الواسطي : أنه سمع أحمد بن أبي خالد مولى أبي جعفر يحكي أنه أشهده على هذه الوصية المنسوخة : « شهد أحمد بن أبي خالد مولى أبي جعفر أن أبا جعفر محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام أشهده أنه أوصى إلى علي ابنه بنفسه وأخواته ، وجعل أمر موسى إذا بلغ إليه ، وجعل عبد الله بن المساور قائماً على تركته من الضياع والأموال والنفقات والرقيق وغير ذلك إلى أن يبلغ علي بن محمد (٢) ، صير عبد الله بن المساور ذلك اليوم إليه ، يقوم بأمر نفسه واخوانه ،
__________________
(١) اُصول الكافي ١ : ٣٢٣ / ٢ باب الاشارة والنص على أبي الحسن الثالث عليهالسلام ، الارشاد ٢ : ٣٠٠.
(٢) في بيان للعلامة المجلسي قال : لعله للتقية من المخالفين الجاهلين بقدر الامام عليهالسلام ومنزلته وكماله في صغره وكبره ، اعتبر بلوغه في كونه وصياً ، وفوض الأمر ظاهراً قبل بلوغه إلى عبد الله ، لئلا يكون لقضاتهم مدخلاً في ذلك ، فقوله عليهالسلام : (إذا بلغ) يعني أبا الحسن عليهالسلام. وقوله عليهالسلام : (صير) أي بعد بلوغ الامام عليهالسلام صيره عبد الله مستقلاً في امور نفسه ووكل امور أخواته إليه عليهالسلام. قوله : (ويصيّر) بتشديد الياء ، أي عبد الله أو الامام عليهالسلام (أمر موسى إليه) أي إلى موسى (بعدهما) أي بعد فوت