وعن محمد بن عيسى ، قال : « كتبت إلى أبي الحسن علي بن محمد عليهماالسلام : جعلني الله فداك يا سيدي ، قد روي لنا أن الله في موضع دون موضع على العرش استوى ، وأنه ينزل كل ليلة في النصف الأخير من الليل إلى السماء الدنيا ، وروي أنه ينزل عشية عرفة ثم يرجع إلى موضعه. فقال بعض مواليك في ذلك : إذا كان في موضع دون موضع ، فقد يلاقيه الهواء ، ويتكنف عليه ، والهواء جسم رقيق يتكنف علي كل شيء بقدره ، فكيف يتكنف عليه جل ثناؤه على هذا المثال؟
فوقع عليهالسلام : « علم ذلك عنده ، وهو المقدر له بما هو أحسن تقديراً ، واعلم أنه إذا كان في السماء الدنيا فهو كما هو على العرش ، والأشياء كلها له سواء علماً وقدرة وملكاً وإحاطة » (١).
وعن عبد العظيم بن عبد الله الحسني ، قال : « دخلت على سيدي علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام ، فلما بصر بي قال لي : مرحبا بك يا أبا القاسم ، أنت ولينا حقاً. قال : فقلت له : يا بن رسول الله ، إني أريد أن أعرض عليك ديني ، فإن كان مرضياً أثبت عليه حتى ألقى الله عز وجل. فقال عليهالسلام : هات يا أبا القاسم. فقلت : إني أقول : إن الله تبارك وتعالى واحد ليس كمثله شيء ، خارج عن الحدين ؛ حد الابطال ، وحد التشبيه ، وإنه ليس بجسم ولا صورة ، ولا عرض ولا جوهر ، بل هو مجسم الأجسام ومصور الصور وخالق الاعراض والجواهر ، رب كل شيء ومالكه وجاعله ومحدثه ... إلى أن قال : فقال علي بن محمد عليهالسلام : يا أبا القاسم ، هذا والله دين الله الذي ارتضاه لعباده ، فاثبت عليه ، ثبتك الله
__________________
(١) اصول الكافي ١ : ١٢٦ / ٤ كتاب التوحيد باب ١٩.