الفصل الثاني
في بيان مستند الشاهد وما يتعلّق به
وفيه مقدّمة ومسائل :
أمّا المقدّمة : ففيها ثلاث فوائد :
الفائدة الأُولى
اعلم أنّ من يخبر عن شيء إمّا يخبر به عن علم ، أو ظنّ ؛ وكلّ منهما إمّا شرعي ، أو عقلي ، أو عادي ؛ ومن الأخير : المعلوم أو المظنون بأحد الحواسّ الخمس الظاهريّة ؛ وقد يحصلان من الحدس أو التجارب أيضاً ، ومنه : إخبار الطبيب ، والرمّال ، والمنجّم ، والقيّاف ، ونحوهم.
الفائدة الثانية : اعلم انّ المخبر عن واقعة على ثلاثة أقسام :
الأول : أن يخبر بتفاصيل أسباب علمه أو ظنّه بالمخبَر به جزءاً جزءاً ، حتى ينتهي إلى آخر الواقعة ، فيقول : رأيت المُلك الفلاني في يد زيد منذ مدّة كذا ، يتصرّف فيه كيف شاء ، مدّعياً ملكيّته من غير معارض له إلى الآن.
أو يقول : سمعت ذلك من جمع يمتنع عادةً تواطؤهم على الكذب ، أو من عدلين.
أو : شاهدت زيداً استقرض من عمرو المبلغ الفلاني ، وهو أقرضه وأقبضه إيّاه بحضوري.
أو يقول : شاهدت المُلك في يده في السنة السابقة ويده عليه مستصحبة عندي إلى اليوم.