نستنتج من هذا الحديث أمورا عدة عن المنافق وعن المؤمن ، فمن صفات المنافقين :
أ ـ المنافق يأمر بالمعروف ولا يأتي به ، وينهى عن المنكر ولا ينتهي عنه ، لأنه لم يكن يؤمن بذلك من أعماق نفسه ، فهو يأمر وينهى للخداع والنفاق ليوهم الناس بأنه من خيارهم.
ب ـ إذا قام للصلاة اعترض على تشريعها ، كما أنه إذا ركع في صلاته هوى إلى الأرض ، ربض ، كالحيوان وأما سجوده فهو غير مستقر فيه ، فمثله كمثل الطائر عند نقره الطعام.
ج ـ أشبه ما يكون بالبهيمة التي همها علفها ، طعام ونوم وهو كذلك يصبح ويمسي ولا هم له سوى الطعام يعيش ليأكل وينام.
أما عن شخصية المؤمن وما تتحلى به من صفات فهي :
أ ـ تتحلى شخصية المؤمن بعنصرين أساسيين : العلم والحلم ، فهو عالم وحليم ، ومن اجتمعت فيه هاتان الصفتان بلغ أعلى مراتب الكمال في حياته الشخصية والاجتماعية.
ب ـ إذا جالس الناس يتعلم منهم العلم والحكمة ، ولا يجلس في مجالس اللهو والبطالة التي تحط من كرامته وتضيع وقته هدرا بلا فائدة.
ج ـ يحفظ لسانه ، فإذا نصت لأحد فإنما ليسلم منه ، ويأمن شره والاعتداء عليه. فلا يخوض في كل حديث ؛ ولا يدخل في مواطن الشبهات متجنبا مجالسة الفاسقين.
د ـ يحفظ السر ولا يفشيه لأحد حتى لأقرب الناس إليه إذا استؤمن على شيء كتمه.
ه ـ يعمل باقتناع وإيمان ، فإذا قام بعمل لا يعمله رياء وإنما خالصا لوجه الله العلي القدير.