الحميدة لتكون من صفاتنا وخصائصنا.
٥ ـ حق البصر :
« وأما حق بصرك فغضه عما لا يحل لك ، وترك ابتذاله إلا لموضع عبرة تستقبل بها بصرا أو تستفيد بها علما فإن البصر باب الاعتبار ».
إن للبصر حقا على الإنسان ، وهو حجة على النظر إلى ما حرمه الله الذي هو مفتاح الولوج في اقتراف الآثام ، فينبغي للمسلم أن يغض بصره عما لا يحل له.
والإنسان مسؤول أمام الباري عز وجل عن بصره إذا انطلق في غير رحابه وحدوده المسموح بها. قال تعالى : ( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً ) (١).
والفائدة التي يستفيدها الإنسان من نعمة البصر يعود إليه بالذات فإذا نظر إلى آثار الماضين وتأمل كيف كانت معيشتهم وأحوالهم وأخذ من ذلك كله العبرة والعظة يكون نظره نعمة له يستفيد منها في تصحيح مساره في الدارين الدنيا والآخرة.
أما إذا استعمل بصره في الحرام والمنكرات فإن الإسلام يعد ذلك خيانة لهذه الأمانة العظيمة وانحرافا عن الخط السليم ، فكم من نظرة أورثت صاحبها حسرة دائمة لأنها استعملت في غير المجال المسموح بها.
فينبغي للمسلم أن يغض بصره عما لا يحل له وعليه أن يستفيد ببصره علما يهذب به نفسه ، وينفع به مجتمعه. من هنا أمر الله المؤمنين من عباده بغض الأبصار عن الأشياء المحرمة. قال تعالى : ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِما يَصْنَعُونَ.
__________________
(١) الإسراء ، الآية ٣٦.