كريمة تحدث في قلبك خيرا ، أو تكسب خلقا كريما ، فإنه باب الكلام إلى القلب ، يؤدي إليه ضروب المعاني على ما فيها من خير أو شر ولا قوة إلا بالله .. ».
جهاز السمع هو التركيب البديع للإنسان أبدعها الله تعالى كي يصل بها إلى مرضاته فيسمع بها المسموح وكل ما يصلح النفس ويهذبها. إنها الجهاز الذي ينقل المعلومات إلى الدماغ فيبدل كيان الإنسان ويحوله من حالة إلى حالة فإذا سمع فكرة رسالية قيمة وتفاعل معها تحوله إلى إنسان صالح يحب الخير ويعمل به. أما إذا سمع فكرة هدامة ملوثة بالإلحاد فقد تحوله إلى مجرم يعمل المحرمات دون أي رادع أو وازع. فمجالس الانحلال الخلقي والمفسدين في الأرض منعها الإسلام وحرمها لأنها ستنقل إلى القلب عن طريق الأذن ما يفسد خلق الإنسان ويجره إلى الهاوية. ولذا نهى الله عن ذلك بقوله تعالى : ( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ اللهِ يُكْفَرُ بِها وَيُسْتَهْزَأُ بِها فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللهَ جامِعُ الْمُنافِقِينَ وَالْكافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً. ) (١)
كما أن الله مدح الذين يستمعون إلى دعاة الخير والمحبة والإيمان ، قال تعالى : ( رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا ... ) (٢).
فعلينا جميعا أن نصغي إلى كلمة الحق ونعمل بها ونقبل الحقيقة مهما كانت قاسية ومرة من أي إنسان وفي أي زمان. وأن نجعل الجهاز السمعي بريدا صالحا لنقل الآداب الكريمة والفضائل الحسنة والمزايا
__________________
(١) النساء ، الآية ١٤٠.
(٢) آل عمران ، الآية ١٩٣.