ويجنبه الرذائل ويقيم له الأدلة على الخالق العظيم الذي يملك كل شيء وبذلك يكون قد أدى واجبه نحو أسرته ونحو مجتمعه فالأسرة الصالحة لبنة في بناء مجتمع صالح وإن أخفق فهو مسؤول أمام الله تعالى ، ومعاقب على ذلك.
والإمام زين العابدين يبين أن القضية ليست نتاج فحسب بل هي مسؤولية وحساب فالولد يعيد وجود أبيه فإن كان صالحا برا تقيا نسب إلى أبيه ، وإن كان شقيا طالحا نسب إليه أيضا فالإمام (ع) يستثير في الوالد مكامن العز ويحرك في نفسه حب الاستمرارية في الحياة فإن أحسن تربيته يكون قد حقق لنفسه السمعة الطيبة والأحدوثة الحسنة ، من هنا كان القول المأثور : « الولد سر أبيه ».
٢٤ ـ حق الأخ :
« وأما حق أخيك فتعلم أنه يدك التي تبسطها ، وظهرك الذي تلتجىء إليه ، وعزك الذي تعتمد عليه ، وقوتك التي تصول بها فلا تتخذه سلاحا على معصيته ، ولا عدة للظلم بحق الله (١) ، ولا تدع نصرته على نفسه ، ومعونته على عدوه ، والحول بينه وبين شياطينه وتأدية النصيحة إليه ، والإقبال عليه في الله ، فإن انقاد لربه وأحسن الإجابة له ، وإلا فليكن الله آثر عندك (٢) ، وأكرم عليك منه .. ».
الإسلام كدين إنساني اجتماعي جاء ليشد أواصر القربى ويقوي العلاقة بين الإنسان وأخيه الإنسان ، فشرع قانون الأخوة الإسلامية ، الأخوة في الله ، فمهما تباعدت البلاد ونأت الديار نجد المسلم العربي يفرح للقاء أخيه الهندي أو الإيراني أو المصري أو السوري أو العراقي أو
__________________
(١) ورد في نسخة أخرى : « للظلم لخلق الله ».
(٢) أثر عندك : أفضل وأولى.