العالمين وكما نفذها الرسول الأكرم والعترة الطاهرة من بعده عليهمالسلام أجمعين.
لقد خطا الإمام زين العابدين خطوة أبيه وجديه من قبله وتخلق بأخلاقهم فساعد وضحى وجاهد وصبر وتجرع كثيرا من الويلات والمحن بهمة عالية وإرادة صلبة ونفس كريمة يحسن إلى الجميع حتى الذين أساؤوا إليه. ولم يكتف بالإحسان إلى من كان يسيء إليه بل كان يطلب لهم العفو والمغفرة من الله سبحانه وتعالى.
روى ابن طاووس في الإقبال بسند ينتهي إلى الإمام الصادق (ع) إن علي بن الحسين إذا دخل شهر رمضان لا يضرب عبدا له ولا أمة وإذا أذنب عبد له أو أمة يسجل ذلك عليهم ، فإذا كان آخر ليلة من شهر رمضان دعاهم وجمعهم حوله ، ثم يعرض عليهم سيئاتهم فيعترفون بها ، فيقول لهم : قولوا يا علي بن الحسين إن ربك قد أحصى عليك كل ما عملت كما أحصيت علينا كل ما عملنا ، ولديه كتاب ينطق عليك بالحق لا يغادر كبيرة ولا صغيرة إلا أحصاها ، وتجد كل ما عملت له حاضرا كما وجدنا كل ما عملنا لديك حاضرا فاعف واصفح يعف عنك المليك ويصفح وهو واقف بينهم يبكي ويقول :
« ربنا إنك أمرتنا أن نعفو عمن ظلمنا وقد عفونا كما أمرت فاعف عنا فإنك أولى بذلك منا ومن المأمورين ». ثم يقبل عليهم ويقول : « لقد عفوت عنكم فهل عفوتم ما كان مني إليكم اذهبوا فقد أعتقت رقابكم طمعا في عفو الله وعتق رقبتي من النار » فإذا كان يوم العيد أجازهم بجوائز تصونهم وتعينهم عما في أيدي الناس.
وكان يقول (ع) : « إن لله تعالى في كل ليلة من شهر رمضان سبعين ألف عتيق من النار ، فإذا كان آخر ليلة منه أعتق الله فيها مثلما أعتق في جميعه ، وإني لأحب أن يراني الله وقد أعتقت رقابا في ملكي في دار الدنيا رجاء أن يعتق رقبتي من النار ».