يَتَفَكَّرُونَ ) (١). فالمرأة سكن للرجل وهدوء وراحة ضمير من هنا قول الإمام زين العابدين (ع) : « فأن تعلم أن الله جعلها سكنا ومستراحا وأنسا وواقية ».
وقال تعالى : ( هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَ ).
فالمرأة تستر عيوب الرجل وعوراته كما تسترها الثياب ، وكما أن الإنسان يختار من الثياب المناسب واللائق به وهذه نعمة يجب على كل منهما أن يؤدي شكرها. يقول الإمام زين العابدين (ع) : « وكذلك كل واحد منكما يجب أن يحمد الله على صاحبه ويعلم أن ذلك نعمة منه عليه ووجب أن يحسن صحبة نعمة الله ويكرمها ويرفق بها .. ». هذه المعاشرة الحسنة تتجسد في مسيرة المرأة المسلمة والرجل المسلم على حد سواء ولكل منهما الأجر والفضل وعلى الزوجة أن تطيع زوجها وتحافظ على شؤونه وما ملكت يداه ولا تعصي له أمرا إلا إذا كان فيه معصية لله فعندها تسقط طاعته. « إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ».
٢٠ ـ حق رعيتك بملك اليمين :
« وأما حق رعيتك بملك اليمين فأن تعلم أنه خلق ربك ولحمك ودمك وأنك تملكه لا أنت صنعته دون الله ، ولا خلقت له سمعا ولا بصرا ، ولا أجريت له رزقا ، ولكن الله كفاك ذلك بمن سخره لك ، وائتمنك عليه ، واستودعك إياه لتحفظه فيه ، وتسير فيه بسيرته فتطعمه مما تأكل ، وتلبسه مما تلبس ، ولا تكلفه مما لا يطيق ، فإن كرهته خرجت إلى الله منه ، واستبدلت به ، ولم تعذب خلق الله ، ولا قوة إلا بالله .. ».
ملك اليمين هم العبيد والإماء الذين تحت يد إخوانهم من بني البشر ، وقد جهد الإسلام منذ يومه الأول في سبيل تحريرهم وإخراجهم من ذل الرق والعبودية إلى عز الانطلاق والحرية.
__________________
(١) الروم ، الآية ٢١.