وطهرها ، فقد كثر الرياء وتفشى النفاق ، وذهبت نصيحة الرسول الأكرم (ص) « طوبى لمن تساوت سريرته وعلانيته » أدراج الرياح.
في أيامنا هذه أصبحت المسؤولية ثقيلة على عاتق المؤمنين الرساليين حيث أضحى أول همهم معرفة من يحيطون بهم معرفة كاملة حتى تتوافر الثقة فيما بينهم ثم بعد ذلك يستطيعون أن يعملوا ويجاهدوا في سبيل الله بكل ثقة وطمأنينة وإخلاص ...
٤ ـ صفات المؤمن :
فكيف يمكن أن نتعرف على المؤمنين المخلصين؟ وكيف نكتشف المندسين المشبوهين؟ هذا ما يبينه لنا الإمام زين العابدين (ع) في حديثه التالي حيث يوضح لنا فيه العلامات المميزة لمن آمن واعتقد بالإسلام.
قال عليهالسلام : « إذا رأيتم الرجل قد حسن سمته ، وهديه ، وتمادى في منطقه ، وتخاضع في حركاته ، فرويدا لا يغرنكم ، فما أكثر من يعجزه تناول الدنيا ، وركوب الحرام منها ، لضعف بنيته ومهانته ، وجبن قلبه ، فنصب الدين فخا له ، فهو لا يزال يختل الناس بظاهره فإن تمكن من حرام اقتحمه ، وإذا وجدتموه يعف عن المال الحرام فرويدا لا يغرنكم ، فإن شهوات الخلق مختلفة ، فما أكثر من يتأبى عن الحرام وإن كثر ، ويحمل نفسه على شوهاء قبيحة فيأتي منها محرما ، فإذا رأيتموه كذلك فرويدا لا يغرنكم حتى تنظروا عقدة عقله ، فما أكثر من ترك ذلك أجمع ثم لا يرجع إلى عقل متين ، فيكون ما يفسده بجهله أكثر مما يصلحه بعقله .. فإذا وجدتم عقله متينا فرويدا لا يغرنكم حتى تنظروا أيكون هواه على عقله أم يكون عقله على هواه؟ وكيف محبته للرياسة الباطلة وزهده فيها؟ فإن في الناس من يترك الدنيا للدنيا! ويرى أن لذة الرياسة الباطلة أفضل من رياسة الأموال والنعم المباحة المحللة ، فيترك ذلك أجمع طلبا للرياسة ، حتى إذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم وبئس المهاد ، فهو يخبط خبط عشواء ، يقوده أول باطله إلى أبعد غايات الخسارة ، ويمد به بعد طلبه لما لا يقدر