من فوح القران وبوح فكره
رسالة الحقوق ..
وما أدراك ما رسالة الحقوق! إنها وسيلة كريمة ليفهم الإنسان نفسه وما فطرت عليه من مواهب خيرة ونزعات إنسانية. هي لعمري سجل المعرفة بكل أنواعها الدينية والعلمية والفلسفية تفيد جميع الناس في كسب علومهم ومعارفهم وتقويم أخلاقهم وسلوكهم وتعمل على تطوير مجتمعهم في سائر منازعهم الاجتماعية والسياسية والتربوية والفكرية والأدبية والأخلاقية ...
رسالة الحقوق منبع غزير للعلوم الإنسانية ومنهج عزيز للقيم الأخلاقية ومشرف أعلى على جميع التطورات الاجتماعية والحضارة البشرية. هي أم الرسالات تنسق تنسيقا كاملا بين عقائد المسلم وأعماله ومشاعره وسلوكه فتطلق روحه من عقاب الأوهام والترهات ، وتوجه نفسه إلى الأعمال الصالحة والطاقات البناءة وكأنها تربط ربطا محكما بين نواميس الكون الطبيعية ومنازع الفطرة البشرية في انسجام تام وتناسق كريم.
ولا يخفى أن العمل برسالة الحقوق يهدي المسلم المؤمن إلى عبادة الله متى توجه العبد إلى ربه سبحانه وتعالى ، فهي كما وصفها الفقهاء « مشدودة إلى العروة الوثقى لا انفصام لها ».