منهم عود يضرب به على ضرب جميلة ، ورقصها ، فغنت وغنى القوم على غنائها ، ثم دعت بثياب مصبغة ، ودعت للقوم بمثل ذلك فلبسوا ، وتمشت ومشى القوم خلفها ، وغنت وغنوا بغنائها بصوت واحد (١). وكانت عائشة بنت طلحة تقيم احتفالات مختلطة من الرجال والنساء ، وتغني فيها عزة الميلا (٢).
تأثير أهل المدينة بالغناء :
سمع عمر بن أبي ربيعة صوتا من جميلة فشق قميصه إلى أسفله فصار قباءا وهو لا يدري (٣). ويزيد بن عبد الملك اشترى المغنية ( سلامة القس ) من مولاها بعشرين ألف دينار (٤). ثم خرج أهل المدينة لتوديعها ، وقد ملؤوا رحبة القصر ، فوقفت بينهم وغنتهم :
فارقوني وقد
علمت يقينا |
|
ما لمن ذاق ميتة
من إياب |
والناس وراءها ينتحبون ويبكون كلما رددت هذا الصوت.
ويزيد بن عبد الملك اشترى المغنية والراقصة ( حبابة ) فجعلت تغني عنده ، وكان إلى جانبه الذي باعها ، وهو من أهل المدينة فعرض لحيته إلى شمعة فاحترقت ولم يحس بها من شدة الطرب. وقد نقل لنا المؤرخون الكثير من النوادر عن شدة تأثر أهل المدينة بالغناء والطرب.
تعليم الغناء في يثرب :
كانت يثرب في عهد الأمويين تعج بالمغنيين والمغنيات وكن يقمن
__________________
(١) الأغاني ، ج ٨ ، ص ٢٢٧.
(٢) الأغاني ، ج ١٠ ، ص ٥٧.
(٣) الأغاني ، ج ٨ ، ص ٢٠٦.
(٤) الأغاني ، ج ٨ ، ص ٣٤٣.