الإسلامية وأصولها حينما تلتبس عليهم الأمور ، فيجلي الأمر أمامهم ويوضح لهم حكم الله في المسائل واضحا جليا لا لبس فيه ، ثم يحذرهم من التقرب من الملوك ومداهنتهم أو تأييد الأشخاص غير المخلصين للإسلام والذين يقومون بثورات لأجل المنصب وكرسي الحكم لا لأجل رفع كلمة الله الواحد القهار وسوف نعطي مثلين على سبيل الذكر لا الحصر.
موقف الإمام مع الحسن البصري :
عمد الإمام إلى تصحيح سلوك العلماء وتقويم أخلاقهم وتوجيه النقد لهم بكل أدب واحترام ، فيحاور العالم حتى يعترف بخطئه ويقدم للإمام كل تقدير وتبجيل معترفا له بالآية الكريمة : ( ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) [ آل عمران : الآية ٢٤ ].
« رأى علي بن الحسين (ع) الحسن البصري عند الحجر الأسود يقص فقال : يا هذا أترضى نفسك للموت؟ قال : لا. قال : فعملك للحساب؟
قال : لا ، قال فثمّ دار للعمل؟ قال : لا ، قال : فلله في الأرض معاذ غير هذا البيت؟ قال : لا ، قال : فلم تشغل الناس عن الطواف!؟ ثم مضى. قال الحسن : ما دخل مسامعي مثل هذه الكلمات من أحد قط أتعرفون هذا الرجل؟ قالوا : هذا زين العابدين. فقال الحسين : « ذرية بعضها من بعض » (١).
موقف الإمام مع الزهري :
كان للإمام (ع) مواقف رائعة تجاه الزهري حيث وضح له معالم الدين وحكمة التشريع.
__________________
(١) بحار الأنوار ، ج ٤٦ ، ص ١٣٢ عن المناقب ، ج ٣ ، ص ٢٩٧.