في الله وجاهد من أجل رفع كلمة الله بكل ما أوتي من قوة مباركة وعطاء خير.
تجهيزه عليهالسلام :
نفذ الإمام الباقر الوصية (ع) بتجهيز جثمان أبيه ، فغسل جسده الطاهر ورأى مواضع سجوده كأنها مبارك الإبل من كثرة سجوده لله تعالى ، ونظر إلى عاتقه فكأنه مبارك الإبل أيضا من أثر الجراب الذي كان يحمله على عاتقه ويوزعه على الفقراء والمحرومين (١) وبعد الفراغ من غسله أدرجه في أكفانه وصلى عليه الصلاة المكتوبة.
تشييعه عليهالسلام :
جرى للإمام تشييع حافل لم تشهد يثرب له نظيرا ، فقد شيعه جميع الناس من قريب وبعيد ، التفت الجماهير حول النعش الكريم جازعين في البكاء والعويل بكل خشوع وإحساس عميق بالخسارة الكبرى. لقد فقدوا بموته عبقرية كبرى وخيرا عميما ، فقدوا تلك الروحانية الشفافة التي لم يخلق لها مثيل. ازدحم أهالي يثرب على الجثمان المقدس فالسعيد من يحظى بحمله ، وهذا أحد الفقهاء السبعة في المدينة سعيد بن المسيب لم يفز بتشييع الإمام والصلاة عليه. وقد أنكر عليه ذلك حشرم مولى أشجع ، فأجابه سعيد : أصلي ركعتين في المسجد أحب إلي من أن أصلي على هذا الرجل الصالح في البيت الصالح (٢). وما نراه أنه اعتذار مهلهل ذلك أن حضور تشييع جنازة الإمام عليهالسلام الذي يحمل هدى الأنبياء وكرامة الأوصياء من أفضل الطاعات وأحبها إلى الله تعالى.
__________________
(١) حياة الإمام محمد الباقر ، ج ١ ، ص ٥٤.
(٢) حياة زين العابدين ، ص ٤٢٣.