مروان يخبره بذلك » (١).
٢ ـ تعامل الإمام (ع) مع الحكام :
ورد معنا أن الأسلوب الذي اتبعه الإمام (ع) مع الملوك هو الحذر والحزم وعدم المداهنة في دين الله. فكان يجهر بالحق علانية أمام أولئك الملوك فيظهر أخطاءهم ويبين لهم عاقبتهم المزرية يوم القيامة ، يومئذ يكون الملك لله الواحد القهار ... فلم يتقرب إليهم الإمام (ع) ولم يجاملهم.
لكن حينما تكون هناك مصلحة إسلامية ودفاع عن بيضة الإسلام فلا يتوانى (ع) في تقديم المشورة أو النصيحة ، كما كان يفعل جده أمير المؤمنين ، علي بن أبي طالب (ع) حيث كان يقدم الخبرة والمشورة للخليفتين : أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب مع غصبهم لحقه. لكن مصلحة الإسلام في نظره (ع) أهم وأفضل من كل مصلحة. وكان يحل لهما المعضلات في الحكم والقضاء. هكذا كان يفعل أمير المؤمنين (ع) وهكذا فعل حفيده زين العابدين.
من هذه الاستشارات التي قدمها الإمام زين العابدين لعبد الملك بن مروان طريقة صك النقود ، والرد على ملك الروم وتفصيل ذلك : « استقدمه عبد الملك بن مروان مرة أخرى إلى دمشق فاستشاره في جواب ملك الروم عن بعض ما كتب إليه فيه من أمر السكة والقراطيس » (٢).
نستشف ذلك من الرواية التالية :
« كتب ملك الروم إلى عبد الملك : أكلت لحم الجمل الذي هرب
__________________
(١) بحار الأنوار ، ج ٤٦ ، ص ١١٩.
(٢) البداية والنهاية لابن كثير ، ج ٩ ، ص ١٠٤.