أن يقرن رأيه برأي غيره ثم يوازن بين كل هذه الآراء ليرى وجه الصواب.
والعاقل يختار أسلم الطرق وأنفعها وهذا ما يحصل عند الذين يملكون التجارب في الحياة والممارسة في حل مشاكل الناس عامة. أما حق المشير على المستشير فلا يتهمه في رأيه ولا يزهد في نصيحته وإذا اتهمه في رأيه فإنه غير ملزم بالأخذ به وإذا تطابق الرأيان فيجب أن يحمد الله ويقبل رأيه مقرونا بالشكر ، كما عليه أن يرد هذا الموقف بموقف مماثل له فتشير عليه إذا فزع إليك.
٤١ ـ حق المستنصح :
« وأما حق المستنصح فإن حقه أن تؤدي إليه النصيحة على الحق الذي ترى له أنه يحمل ، ويخرج المخرج الذي يلين على مسامعه ، وتكلمه من الكلام بما يطيقه عقله ، فإن لكل عقل طبقة من الكلام يعرفه ويجتنبه ، وليكن مذهبك الرحمة ، ولا قوة إلا بالله .. ».
يريد الإمام زين العابدين أن يعطي درسا للمستنصح كيف يكون الأسلوب الذي تصاغ به النصيحة؟ وكيف يكون الحديث؟ فيطلب إلينا أن نقابل المستنصح بمر الحق والصراحة القاسية إذا لزم الأمر ولا نسايره بما يتفق مع حاجاته ورغباته وكل شخص وله أسلوبه الذي يجب أن نتعامل معه ، فالعالم له أسلوبه الخاص به والجاهل له أسلوبه والعامل له أسلوبه والأمي له أسلوبه والأستاذ له أسلوبه والتلميذ له أسلوبه فكل واحد من هؤلاء له خطابه الخاص يخاطب به.
ثم إن من حق طالب النصيحة أن تؤدى إليه بما يستطيع حمله وتقبله. وكما قال الرسول الأعظم : خاطبوا الناس على قدر عقولهم.
والنصيحة يجب أن تقدم بأسلوب مرن وسلس لئلا يشق على المستنصح ذلك فيرفض النصيحة. وكم من نصيحة رفضت لأنها لم تستوف شروطها الموضوعية وكم من رجل صالح مخلص أصيب بخيبة أمل في رد النصائح