لونه ولا يتحرك منه شيء إلا ما حركه الريح (١). وإذا قيل له في ذلك يقول (ع) : أتدرون إلى من أقوم ومن أريد أن أناجي (٢) ، إني أريد أن أتأهب للقيام بين يدي ملك عظيم وإذا دخل في الصلاة يصلي صلاة مودع لا يصلي بعدها (٣).
صومه (ع)
الصيام من أقوى الوسائل في رياضة النفس وتقوية الإرادة وتعويد النفس على الصبر. ونوجز القول : هو الرمز العملي بضبط النفس في دين الله. لذلك كان من أركان الدين الإسلامي وطريقا من طرق الوصول إلى حقيقة التقوى التي هي التعبير العملي عن أخذ المسلم نفسه بالإسلام. قال سبحانه وتعالى : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) [ البقرة : الآية ١٨٣ ]. والإمام زين العابدين كان شديد الاجتهاد في العبادة ، نهاره صائم وليله قائم. قال الإمام الصادق عليهالسلام : « كان علي بن الحسين شديد الاجتهاد في العبادة ، نهاره صائم وليله قائم ، فأضر ذلك بجسمه فقلت له : يا أبه كم هذا الدؤوب! فقال : أتحبب إلى ربي لعله يزلفني » (٤). وأثناء صيامه كان كريما جدا كثير الصدقات.
قال الإمام الصادق أيضا (ع) :
« إنه كان علي بن الحسين إذا كان اليوم الذي يصوم فيه يأمر بشاة فتذبح وتقطع أعضاؤها وتطبخ فإذا كان عند المساء أكب على القدور حتى يجد ريح المرقة وهو صائم ثم يقول : هاتوا القصاع ، أغرفوا لآل فلان
__________________
(١) الكافي ، ج ٣ ، ص ١١٩.
(٢) حلية الأولياء ، ج ٣ ، ص ١٣٣.
(٣) علل الشرائع ، ص ٨٨.
(٤) المناقب ، ج ٤ ، ص ١٥٥.