حتى يأتي إلى آخر القدور ، ثم يؤتى بخبز وتمر فيكون بذلك عشاؤه » (١).
وروى علي بن أبي حمزة عن أبيه ، قال : « سألت مولاة لعلي بن الحسين عليهماالسلام بعد موته ، فقلت : صفي لي أمور علي بن الحسين (ع) فقالت : أطنب أو أختصر؟ فقلت : اختصري ، قالت : ما أتيته بطعام نهارا قط ، ولا فرشت له فرشا بليل قط » (٢).
حجه (ع)
أمر الله المسلمين بفريضة الحج من استطاع وكان قادرا على أدائه.
قال سبحانه وتعالى : ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ ) (٣). والإمام السجاد كان يخرج إلى الحج ماشيا وأحيانا على ناقته ، حج عشرين حجة وما فرعها بسوط.
قال سعيد بن المسيب : « كان الناس لا يخرجون من مكة حتى يخرج علي بن الحسين فخرج وخرجت معه فنزل في بعض المنازل فصلى ركعتين سبّح في سجوده فلم يبق شجر ولا مدر إلا سبحوا معه ففزعت منه فرفع رأسه فقال : يا سعيد فزعت؟ قلت : نعم يابن رسول الله ، قال : هذا التسبيح الأعظم ».
وروى سفيان قال : « أراد علي بن الحسين الخروج إلى الحج فاتخذت له أخته سكينة زادا أنفقت عليه ألف درهم فلما كان بظهر الحرة سيرت ذلك إليه ، فلم يزل يفرقه على المساكين (٤) وكان القراء لا يحجون حتى يحج زين العابدين (ع) وكان يتخذ لهم السويق ، الحلو والحامض ، قال سعيد بن المسيب : « ورأيته يوما وهو ساجد ، فو الذي نفس سعيد بيده
__________________
(١) المصدر نفسه.
(٢) علل الشرائع للشيخ الصدوق ، ص ٢٣٢.
(٣) آل عمران ، الآية ٩٧.
(٤) كشف الغمة في معرفة الأئمة ، ج ٢ ، ص ٧٨. والحرة : أرض ذات حجارة.