وأبواب الشركة والمضاربة والوديعة ، إلى آخر أبواب المعاملات.
هذه المعاملات نظمها الإسلام حسب الأصول هادفا منها تمتين العلاقات بين المسلمين وتوثيق الروابط الاجتماعية من هذه المعاملات كان القرض وهو من الأمور المستحبة التي نادى بها الإسلام بعد أن حرم الربا وكل ما يسلب الفقير ماله. والقرض قربة إلى الله تعالى يوطد الصلة بين الأخوة ويزرع المحبة في قلوبهم لأنه يفك أسر المحتاج وينقذه من ضيق يضنيه ويغنيه عن أرباب المال المستغلين. والقارض أعطى للمستقرض فرصة واسعة حتى يؤدي دينه فلم يحصره بأجل معين أو يضغط عليه في الوفاء. بل عليه أن يرد المعروف لصاحبه ولا يسوف في الأداء. أما إذا لم يتوفر مال القرض فعلى أربابه أن يراعوا أحوال المستقرض حتى تتيسر الأمور. قال تعالى : ( وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ .. ) (١).
وقد أشار الإمام زين العابدين أن على المستدين أن يتلطف إلى أرباب المال ويقابلهم بالكلمة الطيبة ويردهم ردا جميلا ( فإن كنت موسرا أوفيته وكفيته ولم ترده وتمطله ) ثم يتابع الوجه الآخر : ( وإن كنت معسرا أرضيته بحسن القول ) إن لم ترضه بأداء الدين. وإذا لم يسلك الدائن هذا السبيل فإن ذلك لؤم.
٣٦ ـ حق الخليط :
« وأما حق الخليط فأن لا تغره ولا تغشه ولا تكذبه ولا تغفله ولا تخدعه ولا تعمل في انتقاصه عمل العدو الذي لا يبقى على صاحبه وإن اطمأن إليك استقصيت على نفسك وعلمت أن غبن المسترسل ربا ، ولا قوة إلا بالله .. ».
الخليط كالشريك والجليس وليس عابر سبيل فعليك أن تحافظ عليه
__________________
(١) البقرة ، الآية ٢٨٠.