ثم بيّن لنا الإمام قاعدة إسلامية هامة وهي اليسر استمدها من القرآن الكريم. قال تعالى : ( يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ .. ) (١).
ومن حقوق الأفعال تحدث عليهالسلام عن حقوق الأئمة.
حقوق الأئمة
١٤ ـ حق الأئمة :
« فأما حق سائسك بالسلطان فأن تعلم أنك جعلت له فتنة ، وأنه ابتلي فيك ، بما جعله الله له عليك من السلطان ، وأن تخلص له في النصيحة ، وأن لا تماحكه (٢) وقد بسطت يده عليك فتكون سبب هلاك نفسك وهلاكه.
وتذلل وتلطف لإعطائه الرضى ما يكفّه عنك ولا يضر بدينك وتستعين عليه في ذلك بالله. ولا تعازه (٣) ولا تعانده فإنك إن فعلت ذلك عققته وعققت نفسك (٤) فعرضتها لمكروهه ، وعرضته للهلكة فيك ، وكنت خليقا أن تكون معينا له على نفسك ، وشريكا له في ما أتى إليك ، ولا قوة إلا بالله .. ».
ومن الشؤون الدينية إلى الشؤون السياسية. ففي التشريع الإسلامي الحاكم هو الله جل جلاله ، فهو الذي يملكنا تكوينيا من أنه خلقنا وصورنا وأخرجنا إلى عالم الوجود. قال تعالى : ( إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ ) (٥). وقد اختار سبحانه رسلا كراما حملهم أمانة تبليغ الرسالة الإسلامية ، فهم ينقلون إرادة الله وينفذون أوامره ونواهيه. لقد تولوا المهمتين : التبليغ والتنفيذ. فالرسول الأعظم (ص) قام بإبلاغ الناس بوحي الله المتجسد في
__________________
(١) البقرة ، الآية ١٨٥.
(٢) أي لا تخاصمه.
(٣) لا تعازه : لا تعارضه.
(٤) عققت نفسك : آذيتها والعقوق : نكران الجميل.
(٥) الأنعام ، الآية ٥٧.