العلاقات الاجتماعية بين الناس وتصفي قلوبهم وتطهر نفوسهم ، إنها آداب إنسانية يمدح فاعلها في الدنيا ويؤجر ويثاب في الآخرة.
٤٤ ـ حق الصغير :
« وأما حق الصغير فرحمته ، وتثقيفه ، وتعليمه ، والعفو عنه ، والستر عليه ، والرفق به ، والمعونة له ، والستر على جرائر حداثته ، فإنها سبب للتوبة والمداراة له ، وترك مماحكته فإن ذلك أدنى لرشده .. » (١).
الطفولة صورة ملائكية في الطهارة والبراءة وقد تظهر في عينيه الصافيتين وفي حركاته العفوية وفي جوارحه الناصعة ؛ وفي كلماته البيضاء. والطفل كالعجين بين يدي مربيه يستطيعان صوغه رجلا صالحا عظيما وبعيدا عن كل سوء وغش ، رجلا عقائديا يؤثر الحق ويدافع عنه في كل آن.
أما إذا أهمل الوالدان تربية ولدهما فسوف تسود الصفحة البيضاء وتتحول القوة الإيجابية إلى قوة سلبية تخرب وتهدم وتعتدي على الآخرين بغير حق.
قال سيد البلغاء والحكماء أمير المؤمنين في وصيته لولده الحسن عليهماالسلام : « إنما قلب الحدث كالأرض الخالية ما ألقي فيها من شيء إلا قبلته ».
والإسلام يعتبر الطفل أمانة بين يدي والديه كما يعتبره أمانة في يد المجتمع المتمثل بالشارع والمدرسة والجامعة فعلى هذه العناصر جميعا رحمة هذا الطفل الطري العود وقد أعلن الإمام زين العابدين (ع) حقوق الصغير على الكبير التي تعد من ركائز التربية الإسلامية وهي :
__________________
(١) الجريرة : الذنب أو الخطأ والمماحكة : المخاصمة بلا وجه.