البذاء والفحش في القول الزور ، وكتمان الشهادة ، ومنع الزكاة والقرض والماعون وقساوة القلوب على أهل الفقر والفاقة وظلم اليتيم والأرملة ، وانتهار السائل ورده بالليل .. » (١).
لقد حذر الإمام عليهالسلام من اقتراف هذه الذنوب على اختلاف أنواعها ودرجاتها ، والجرائم التي توجب انحراف الإنسان في سلوكه وتبعده عن خالقه ، وما ينتج عن ذلك من آثار وضيعة ومضاعفات سيئة في الدنيا والآخرة.
والحقيقة أن هذا الحديث وأمثاله هو من المناجم الخصبة في التربية النفسية والسلوك الاجتماعي وتنظيم الحياة في توازنها وعدالتها. ثم استكمال الموضوع في شتى جوانبه وإصابة الهدف الذي يرمي إليه وتحقيق الغاية في إصلاح الفرد وإصلاح المجتمع ، سيما وأن الإمام عاش في عصر تسوده الانحرافات في الدين والأخلاق والآداب ، ويسوسه حكام ظالمون طغاة لا يفقهون من الدين إلا اسمه ولا يعرفون من الحق إلا رسمه فكان من واجب الإمام السجاد أن يقوم بدوره الإصلاحي ليقوم الإعوجاج ويصلح ما أفسده الأمويون في رسالة جده يريد أن يكمل الطريق الذي رسمه والده سيد الشهداء (ع).
٣ ـ العدالة :
إن اكتشاف المؤمنين أمر لازم وضروري في نظر الإمام السجاد وفي أيامنا هذه يرى الإنسان نفسه في خضم معارك طاحنة تخوضها الحركات والتيارات السياسية والاجتماعية متآمرة على الإسلام حيث تسيّر بطرق خبيثة أقل ما تتصف به اللؤم والدهاء.
في هذا العالم اليوم تفتقد الشخصية الإنسانية صفاءها ونقاءها
__________________
(١) معاني الأخبار للصدوق ، ص ٧٨.