من سرائها إن اتبع هواه يؤديه إلى العذاب.
٤ ـ وسئل عليهالسلام عن يوم القيامة فقال : « إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين ، وجمع ما خلق في صعيد واحد ، ثم نزلت ملائكة السماء الدنيا وأحاطت بهم صفا ، وضرب حولهم سرادق من النار ، ثم نزلت ملائكة السماء الثانية فأحاطوا بالسرادق ، ثم ضرب حولهم سرادق من نار ، ثم نزلت ملائكة السماء الثالثة فأحاطوا بالسرادق ، ثم ضرب حولهم سرادق من نار ، حتى عد ملائكة سبع سماوات وسبع سرادقات ، وصعق الرجل فلما أفاق قيل له : يا بن رسول الله فأين علي وشيعته؟
قال : على كثبان المسك يؤتون بالطعام والشراب ، لا يحزنهم ذلك » (١).
ولما بيّن عليهالسلام أهوال يوم القيامة والقصاص من الظالم للمظلوم قام رجل وقال : يا بن رسول الله إذا كان للمؤمن على الكافر مظلمة فأي شيء يأخذ منه وهو من أهل النار؟ فقال عليهالسلام : يطرح عن المسلم من سيئاته بقدر ما له على الكافر ، فيعذب الكافر بها مع عذابه بكفره.
قال : فإن كان للمسلم على المسلم مظلمة فما يأخذ منه؟ فقال عليهالسلام : يؤخذ من حسنات الظالم ويدفع للمظلوم وإن لم يكن له حسنات يؤخذ من سيئات المظلوم على الظالم » (٢).
جواب مسدد كامل شامل لا يشوبه شائبة يعبر تعبيرا سليما عن رأي قائله ، والإمام السجاد كعادته في كل أجوبته ، ولا غرو فهو إمام معصوم من جامعة أهل البيت مؤهل بعلوم خاصة علوية تزود بها من أبيه وجديه
__________________
(١) بحار الأنوار ، ج ٣ ، ص ٢٤٢.
(٢) زين العابدين للمقرم ، ص ١٤٥.