عليهمالسلام ، وهكذا كان شأن الأئمة المعصومين الذين أتوا بعده. لقد أوجدهم الله جل شأنه رحمة للعالمين وقيضهم أعلاما يقتدى بهم ويقتفى أثرهم. فبهم قامت الدعوة الإسلامية وبهم تطورت الحياة الاجتماعية.
نتابع سرد بعض أجوبته المسددة والكافية الوافية.
٥ ـ سئل عليهالسلام : لم أوتم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من أبويه؟ فقال (ع) : لئلا يوجب عليه حق لمخلوق » (١).
وقيل له : ما أشد بغض قريش لأبيك؟ فقال عليهالسلام : لأنه أورد أولهم النار ، وألزم آخرهم العار » (٢).
٦ ـ وبعد وقعة كربلاء رجع عليهالسلام إلى المدينة فوقف عليه إبراهيم بن طلحة بن عبيد الله فقال متشمتا : من الغالب؟ قال عليهالسلام : إذا دخل وقت الصلاة فأذن وأقم تعرف الغالب » (٣).
٧ ـ روى الإمام الباقر عليهالسلام أن الزهري ، محمد بن مسلم بن شهاب ، دخل على الإمام زين العابدين (ع) كئيبا حزينا فقال له : ما بالك مغموما؟ قال : يابن رسول الله فما امتحنت به من حساد نعمي والطامعين فيّ ممن أرجوه ومن أحسنت إليه فيخلف ظني.
فقال علي بن الحسين (ع) : احفظ عليك لسانك تملك به إخوانك.
قال الزهري : إني أحسن إليهم بما يبدر من كلامي.
فقال (ع) : هيهات ، هيهات إياك أن تعجب بذلك وإياك أن تتكلم بما يسبق إلى القلوب إنكاره وإن كان عندك اعتذاره فليس كل ما تسمعه شرا يمكنك أن توسعه عذرا.
__________________
(١) كشف الغمة ، ص ٢٠٧.
(٢) أعيان الشيعة ، ج ٤ ، ص ٥٢٧. وكشف الغمة ، ص ٢٠٧.
(٣) زين العابدين للمقرم ، ص ٣٧٠.