جده وأبيه وأمه فأخبره بنسبه حتى انتهى إلى رسول الله (ص) فقال اليهودي : يا سبحان الله لقد قتلتم ابن بنت نبيكم بهذه السرعة بئس ما خلفتموه في ذريته ، والله لو ترك فينا موسى بن عمران سبطا من صلبه لظننا أنا كنا نعبده من دون الله ، وأنتم قد فارقتم نبيكم بالأمس ووثبتم على ابنه فقتلتموه فسوءة لكم من أمة.
بعد المجزرة :
يروي الرواة أن يزيد بن معاوية خيّر الإمام زين العابدين بين البقاء في الشام أو الرجوع إلى المدينة فاختار الرجوع إليها لأن له فيها ذكريات لا يمكن أن يمحى من ذاكرته ومن ذاكرة التاريخ عرج الموكب على كربلاء وكان فيها جابر بن عبد الله الأنصاري وجماعة من بني هاشم قد شدوا الرحال لزيارة قبر الإمام الحسين فتلاقى الجميع بالبكاء والعويل وأقاموا المأتم واجتمع إليهم من كان في جوار كربلاء من القبائل النازلة على الفرات ، وبعد أيام مضى الموكب في طريقه إلى المدينة.
الإمام زين العابدين في المدينة :
كانت المدينة تترقب أنباء سبط رسول الله بفارغ الصبر عندما خرج إلى الكوفة ملبيا نداء شيعته هناك. ولكن الذي راعها وأخذ منها صوت مناد ينادي : إن علي بن الحسين قد قدم إليكم مع عماته وأخواته ، إذا يا ترى أين الإمام الحسين؟ وأين النجوم الزاهرة والصحبة الطاهرة من بني الزهراء وآل عبد المطلب. انتشر الخبر ( النعي ) في كل الأرجاء حتى بلغ سفح أحد ، ثم ارتد إلى البقيع فقباء ، وما لبث أن تلاشى مع صراخ النائحين وعويل النائحات. لم تبق مخدرة في المدينة إلا خرجت من خدرها نائحة معولة. وأهل الركب الحزين يشاهدون الجموع التي خرجت لاستقباله.