وقال فيه محمد بن طلحة القرشي الشافعي : محمد بن علي الباقر هو باقر العلم وجامعه وشاهر علمه ورفعه ، صفا قلبه وزكا عمله وطهرت نفسه وشرفت أخلاقه وعمرت بطاعة الله أوقاته ورسخت في مقام التقوى قدمه ، فالمناقب تسبق إليه والصفات تشرف به له ألقاب ثلاثة : باقر العلم ، والشاكر والهادي وأشهرها الباقر وسمي كذلك لتبقره العلم وتوسعه فيه.
إخوته :
كان للإمام علي بن الحسين عليهماالسلام أخوان علي الأكبر ، وعبد الله الرضيع. وقد قتل علي الأكبر مع أبيه في كربلاء ، ولا بقية له ، وأمه كانت آمنة بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفي ، وأمها بنت أبي سفيان بن حرب.
أما عبد الله الرضيع فأمه الرباب بنت امرىء القيس وقد قتل أيضا مع أبيه وأخيه يوم الطف (١).
أخواته :
وكان له أختان أيضا : سكينة وفاطمة ، فسكينة أمها الرباب بنت امرىء القيس ، وأما فاطمة فأمها أم اسحاق بن طلحة بن عبيد الله.
فيكفي في جلالتها كلام الامام الحسين عليهالسلام مع ابن اخيه
__________________
(١) وقد حمله الحسين (ع) نحو جماعة عمر بن سعد قائلا لهم : لم يبق لي سوى هذا الطفل الرضيع فاسقوه ، فقد جف اللبن من ثدي أمه ، فاختلف الجند فيما بينهم ، منهم من قال : اسقوه ، ومنهم من قال : لا تسقوه فقال ابن سعد لحرملة بن كاهل الأسدي : إقطع نزاع القوم ، فرماه حرملة بسهم في نحره فذبحه ، فبسط الحسين سيد الشهداء كفه تحت نحر الطفل ، فلما امتلأت دما رمى به نحو السماء وقال : رب هون علي ما نزل بي أنه بعين الله. اللهم لا يكن عليك أهون من فصيل ناقة صالح. ثم عاد به إلى المخيم وقيل طرحه بين القتلى من أهل بيته.