صلاة الجماعة فيها أجر كبير وسر دقيق وبالخصوص إذا كانت خلف إمام اكتملت فيه شروط الإمامة.
وصلاة الجماعة لها دلائل عدة منها : المساواة بين المسلمين فلا يفضل شخص على آخر مهما كان مركزه وظروفه ، فمن سبق إلى المكان يكون أحق به.
وتدل أيضا على وحدة المسلمين في الكلمة والموقف ، فالجميع ينضمون تحت لواء التوحيد لله والطاعة لرسول الله (ص) كما أنها تدل على حسن النظام في الإسلام ، فالصفوف كلها خلف إمام واحد ينوب عنهم في قراءة الفاتحة والسورة ويبلغ مرادهم. والجميع يثقون بعدالته وتقواه والتزامه بمنهج الإسلام.
ولإمام الجماعة فضل كبير على المؤتمين به ، وذلك لما يترتب من الثواب الجزيل على الجماعة. وقد تضافرت الأخبار باستحباب صلاة الجماعة وأنه كلما ازداد عدد المصلين جماعة ازداد ثوابهم وتضاعف أجرهم. ومن المعلوم أن ما يظفر به المأموم من الثواب الجزيل إنما هو بسبب إمام الجماعة الذي تقلد السفارة في ما بين المأموم وبين الله تعالى فهو مندوب عن المصلين يحمل أفكارهم ومشاعرهم بين يدي الله يخاطبه عنهم. وبذلك فقد تحمل الإمام عنهم أعباء القراءة في حين أن المأموم لم ينب عنه بشيء. ولهذه الجهة وغيرها فحق له الشكر وهذا ما أشار إليه الإمام زين العابدين (ع) في رسالته الكريمة هذه ذلك إن قصّر أثم هو دونك ولحقته جريرة ذنبه دونك فبصلاته وقى صلاتك وبنفسه وقى نفسك من النار فهو المسؤول والمحاسب عنك فحق له الشكر والثناء.
٣٠ ـ حق الجليس :
« وأما حق الجليس فأن تلين له كنفك وتطيب له جانبك وتنصفه في مجاراة اللفظ ولا تغرقه في نزع اللحظ إذ لحظت وتقصد في اللفظ إلى