إفهامه إذا نطقت ، وإن كنت الجليس إليه كنت في القيام عنه بالخيار ، وإن كان الجالس إليك كان بالخيار ، ولا تقوم إلا بإذنه ولا قوة إلا بالله ».
راعى الإسلام جميع الآداب الاجتماعية ومنها أدب المجالس فمن أدب الجالسين أن يفسحوا للقادم إليهم مهما كان ضيق المكان ليشعروه بالتقدير والاحترام عملا بقول الله تعالى : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللهُ لَكُمْ .. ) (١).
ومن أدب الداخل إلى المجلس أن يجلس حيث يجد فراغا ملائما طبقا لقول الرسول (ص) : « إجلس حيث انتهى بك المجلس » ومن أدب الجالسين بعضهم مع بعض أن يشعروا أنفسهم باحترام بعضهم البعض فلا يتكلم أحدهم بخشن الكلام أو وهو غير ملتفت إلى مخاطبه أو بعبارات نابية. لأن المجالس في الإسلام لها آدابها واحترامها ، والإمام زين العابدين يتحفنا من هذه الآداب بما يلي :
١ ـ أن يلين الجليس جانبه لجليسه ولا يتلفظ بكلام فيه غلظة وشدة تنفر منها الطباع.
٢ ـ أن يطيب له جانبه وذلك بتقديره وتكريمه.
٣ ـ أن ينصفه إذا خاض معه الحديث ولا يظهر الاستعلاء عليه.
٤ ـ أن لا يبالغ كثيرا في أمره.
٥ ـ أن يقتصد بإفهامه عندما يوجه إليه الكلام.
٦ ـ إذا جاء قبله فعليه الاستئذان منه إذا أراد القيام وإذا جاء بعده فهو بالخيار في المقام. قال الإمام (ع) : « وإن كنت الجليس إليه كنت في القيام عنه بالخيار وإن كان الجالس إليك كان بالخيار ولا تقوم إلا بإذنه ».
ما نلفت إليه أن هذه الآداب لو طبقها المسلمون على واقع حياتهم
__________________
(١) المجادلة ، الآية ١١.