وجاء في حياة الحيوان للدميري :
قال الزهري : « ما رأيت قرشيا أفضل منه » وقال أيضا (١) : « ما رأيت أفقه منه ». وقال ابن المسيب : « ما رأيت أورع منه ». وقال القندوزي الحنفي : « كان الإمام زين العابدين (ع) عظيم التجاوز والعفو ، والصفح ، حتى أنه سبه رجل فتغافل عنه فقال له : إياك أعني ، فقال الإمام : وعنك أعرض. أشار إلى الآية الكريمة : ( خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ ) (٢).
لم يكتف الإمام السجاد بالإحسان إلى من كان يسيء إليه بل كان يطلب لهم المغفرة من الله سبحانه وتعالى.
قال في ذلك : « اللهم إن أعتذر إليك من مظلوم ظلم بحضرتي فلم أنصره ، ومن معروف أسدي إلي فلم أشكره ومن مسيء اعتذر إلي فلم أعذره ومن ذي فاقة سألني فلم أوفره ومن عيب مسلم ظهر لي فلم أستره ومن كل إثم عرض لي فلم أهجره ، واجعل ندامتي على ما وقعت فيه من الزلات وعزمي على ترك ما يعرض لي من السيئات توبة توجب لي محبتك يا محب التوابين.
وقال أيضا مثل ذلك :
اللهم وأيما عبد نال مني ما حظرت عليه فاغفر له ما ألم به مني واجعل ما سمعت به من العفو عنهم وتبرعت به من الصدقة عليهم في أزكى صدقات المتصدقين وأعلى صلات المتقربين ، وعوضني من عفوي عنهم عفوك حتى يسعد كل واحد منا بفضلك وينجو كل منا بمنك.
__________________
(١) حياة الحيوان ، ج ١ ، ص ١٣٩. ونور الأبصار ، ص ١٦٢.
(٢) الصواعق المحرقة ، ص ١٢٠.