الشق حقيقة في الصفات كان الخرق المرادف له حقيقة أيضا فيه.
نعم لو قلت خرق الحشمة لم يكن من الحقيقة في شيء لأنه ليس هناك شق فبهذا الطريق عرفنا أن الخرق ليس اسما للتفرق من حيث أنه لا شق هناك كما تقدم خلاف ما تقدم من حيث أن الشق حاصل في الثوب ، بل هذه الخصوصية خارجة عن مفهوم لفظ الخرق ، ولما كانت لفظة الخصوصية التي بها تتميز تفرق أجزاء الحجر بعضها من بعض عن تفرق أجزاء الثوب غير داخلة في مفهوم الخرق كان استعماله في الحجر على طريق الاستعارة ، فهذا هو القانون في هذا الباب بعد أن لا تضايق في المثال هذا كله إذا كان الاشتراك في الحقيقة والاختلاف في العوارض والصفات .. وأما إذا كان بالعكس وهو أن يكون الاشتراك في الصفات والاختلاف في الحقيقة فمثل قولهم : رأيت شمسا ، ويريدون إنسانا يتهلل وجهه كالشمس ، فيشاركه في الوصف ..
( وأما ) القسم الثاني وهو استعارة اسم شيء معقول لشيء معقول ، وهذا أيضا إنما يكون في أمرين يشتركان في وصف عدمي أو ثبوتي وأحدهما بذلك الوصف أولى ، وفيه أكمل فينزل الناقص منزلة الكامل ، ثم إن المشتركين إما أن يكونا متعاندين أو لا يكونا ، كذلك فإن تعاندا فإما أن يكون التعاند بالثبوت ، أو الانتفاء أو بالتضاد.
( مثال ) الأول : استعارة اسم المعدوم للموجود ، أو الموجود للمعدوم. أما الأول : فعند ما لا يحصل من ذلك الموجود فائدة مطلوبة فيكون ذلك الموجود مشاركا للمعدوم في عدم الفائدة ، لكن المعدوم بذلك أولى ، فيستعار لذلك الموجودة اسم المعدوم.
( وأما ) الثاني : فعند ما تكون الآثار المطلوبة من الشيء باقية عند عدم الشيء ، فيكون عند ذلك المعدوم مشاركا للموجود بتلك الفوائد ، لكن الموجود أولى بذلك ، فيستعار لذلك المعدوم اسم الموجود.