فقال ما لك فقال النار يا رسول الله قال وما لك قال وقعت على أهلي قال تصدق واستغفر فقال الرجل فو الذي عظم حقك ما تركت في البيت شيئا لا قليلا ولا كثيرا قال فدخل رجل من الناس بمكتل من تمر فيه عشرون صاعا يكون عشرة أصوع بصاعنا فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله خذ هذا التمر فتصدق به فقال يا رسول الله على من أتصدق به وقد أخبرتك أنه ليس في بيتي قليل ولا كثير قال فخذه وأطعمه عيالك واستغفر الله قال فلما خرجنا قال أصحابنا إنه بدأ بالعتق فقال أعتق أو صم أو تصدق
______________________________________________________
قوله عليهالسلام : « النار » أي استوجبها.
قوله عليهالسلام : « المكتل » (١) في النهاية : المكتل بكسر الميم : الزبيل الكبير ، وفي القاموس المكتل كمنبر : زبيل يسع خمسة عشر صاعا (٢).
قوله عليهالسلام : « يكون عشرة أصوع » يدل على أنه كان قد تغير صاع المدينة في زمانه عليهالسلام عما كان في زمن النبي صلىاللهعليهوآله والمعتبر ما كان في زمن النبي صلىاللهعليهوآله ولعل الزيادة إنما أعطاها تفضلا واستحبابا كما أن أصله كان كذلك.
قوله صلىاللهعليهوآله : « وأطعمه » لعله صلىاللهعليهوآله إنما رخص أن يطعمه عياله لكونه عاجزا وكان لا تجب عليه الكفارة وإنما تبرع صلىاللهعليهوآلهوسلم من قبله فلا ينافي عدم جواز إعطاء الكفارة من تجب عليه نفقته ، على أن عياله لفقره لم يكونوا ممن يجب عليه نفقته كما جوزه بعض الأصحاب ، قال الشهيد (ره) في الدروس ولو كانوا واجبي النفقة والمكفر فقير قيل : يجزى.
قوله عليهالسلام : « إنه » أي الصادق عليهالسلام بدأ بالعتق عند ذكر الكفارة في مجلس آخر أو في هذا المجلس وغفل جميل عنه.
__________________
(١) هكذا في الأصل ولكن في الكافي بمِكتَل.
(٢) نهاية ابن الأثير : ج ٤ ص ١٥٠.