على العراق ـ الحصر على المنبر ، فقال : أما إنك لو سمعت كلام غيرك في ذلك الموقف استكثرت ما يكون منك.
قال : فكيف أسمع ذاك.؟!
قال : رح يوم الجمعة وكن من المقصورة بالقرب حتى أسمعك خطب الناس.
فلما كان يوم الجمعة قال زياد : إن الأمير سهر البارحة فليس يمكنه الخروج إلى الصلاة.
والتفت إلى رجل من سادة بني تميم ، فقال له : قم فاخطب ، وصلّ بالناس.
فلما أوفى على ذروة المنبر قال : الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أشهر.
قالوا : قبحك الله ، جل ثناؤه يقول : في ستة أيام.
وتقول أنت : في ستة أشهر.
فنزل والتفت إلى شريف لربيعة ، فقال له : قم فاخطب.
فلما ارتقى المنبر ضرب بطرفه ، فوقع على جار له كان يخاصمه في حد بينهما.
فقال : الحمد لله. وارتج عليه.
فقال لجاره : أما بعد فإن نزلت إليك يا أصلع لأفعلن بك ، ولأفعلن.
فأنزلوه. فالتفت إلى رئيس من رؤساء الأزد ، فقال له : انهض فأقم للناس صلاتهم ، فلما تسنم المنبر قال : الحمد لله ، ولم يدر ما يقول بعد ذلك ،