وقد شرح الأبيات الزرقاني شرحاً موجزاً تحسن مراجعته وقد ذكر أنّه قالها عند رجوع النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم من غزوة تبوك فراجع (١).
وله في حديث قيس بن نشبة وقد أجاره وأخذ له بحقه وقال له : أنا لك جار وكلما دخلت مكة فما ذهب لك فهو عليّ. وقال العباس بن عبد المطلب في ذلك :
حفظت لقيس حقه وذمامه |
|
وأسعطت فيه الرغم من كان راغما |
سأنصره ما كان حياً وإن أمت |
|
أحضّ عليه للتناصر هاشما |
وحديث قيس بن نشبة ذكره محمّد بن حبيب الهاشمي (٢) فليراجعه من شاء.
_______________________
السندسية للسيوطي / ٨٦ ط الجوائب / ١٢٩٨ ه ، وتهذيب اللغة للأزهري ٥ / ٣٥٥ و ٦ / ٣٣ و ٩ / ١٢٩ و ١٩٧ و ١٤ / ٣٣٥ و ٣٥٩ ، وغريب الحديث لابن قتيبة ١ / ٣٥٩ / ٣٦٥ وتأويل مختلف الحديث له ص ٨٨ وغيرها ، وغيرها وانما أسهبت في ذكر المصادر لما اطلعت عليه مؤخراً من نفي نسبة الابيات إلى العباس مستبعداً نسبتها إليه ، لأنها كما يقول النافي (قاموس الرجال) : لم ترد في كتاب آخر أو خبر آخر ، ومتى كان العباس يقول الأشعار التصوفية وينظم الأبيات الغلاتية ؟! وليته حين حاول مصراً دفع النسبة عن العباس تمسك بما جاء في الحماسة البصرية ١ / ١٩٣ من نسبتها لحريم بن أوس بن حارثة بن لام الطائي ؟ الذي لم يعرف مَن هو. وأرجع إلى اللئالي المصنوعة / ١٥٨ ط الهند حيث ذكر ان الجوزقاني اخرج في موضوعاته حديث كنت في صلب آدم في الجنة الخ وقال في ذلك يقول حسان بن ثابت ، وذكر الأبيات. ثم تعقبه السيوطي إلى أن قال : والأبيات للعباس بلا خلاف.
وبعد ما تقدم من أطباق المصادر السابقة على نسبتها إلى العباس فلا عبرة بما قيل ويقال من الشواذ.
(١) أنظر شرح المواهب اللدنية للزرقاني ٣ / ٨٣ ـ ٨٥ ط الأزهرية سنة ١٣٢٦ ه.
(٢) المنمق ١٦٤ ـ ١٦٥.