ذا ورع ولم يكن ليجمع بين أخذ الخلافة ومنع فدك وإغضاب فاطمة وقتل عليّ عليهالسلام ، حاشى لله من ذلك.
فقلت له : أكان خالد يقدر على قتله ؟
قال : نعم ولم لا يقدر على ذلك والسيف في عنقه وعلي أعزل غافل عما يراد به ، قد قتله ابن ملجم غيلة وخالد أشجع من ابن ملجم.
فسألته عما ترويه الإمامية في ذلك كيف الفاظه ؟ فضحك وقال : كم عالم بالشيء وهو يسائل ، ثم قال : دعنا من هذا. ما الذي تحفظ في هذا المعنى ؟ قلت قول أبي الطيب :
نحن أدرى وقد سألنا بنجد |
|
أطويل طريقنا أم يطول |
وكثير من السؤال اشتياق |
|
وكثير من ردّه تعليل |
فاستحسن ذلك وقال : لمن عجز البيت الذي استشهدت به ؟ قلت لمحمد ابن هانيء المغربي وأوله :
في كل يوم استزيد تجاربا |
|
كم عالم بالشيء وهو يسائل |
فبارك عليّ مراراً ... (١)
وللعباس رضياللهعنه كلام يجري مجرى الخطبة ، منه ما قاله في ليلة بيعة العقبة الثانية حيث كان مع النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ».
ذكر ابن سعد في الطبقات بسنده عن معاذ بن رفاعة قال : « كان أول من تكلم العباس بن عبد المطلب فقال يا معشر الخزرج. وكانت الأوس والخزرج
_______________________
(١) شرح النهج لابن أبي الحديد ٣ / ٢٨٣.