كذبوا ؟ قال : صدَقوا رَمَل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وكذبوا ليس بسنّة ، إنّ قريشاً قالت زمن الحديبية ، دعوا محمداً وأصحابه حتى يموتوا موت النغف (١) فلمّا صالحوه على أن يحجوا من العام المقبل فيقيموا بمكة ثلاثة أيام ، فقدم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم والمشركون من قبل قيقعان (٢) فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لأصحابه : أرملوا بالبيت ثلاثاً. وليس بسنّة.
قلت : يزعم قومك انّ رسول الله طاف بين الصفا والمروة على بعير ، وأن ذلك سنّة ؟
قال : صدقوا وكذبوا. قلت : ما صدقوا وما كذبوا ؟
قال : صدقوا قد طاف رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بين الصفا والمروة على بعير ، وكذبوا ليس بسنّة ، كان الناس لا يُدفعون عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ولا يُصرفون عنه ، فطاف على بعير ليسمعوا كلامه وليروا مكانه ، ولا تناله أيديهم.
قلت : أخبرني عن الطواف بين الصفا والمروة راكباً أسنّة هو ؟ فإن قومك يزعمون أنّه سنة.
قال : انّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كثر عليه الناس يقولون هذا محمّد هذا محمّد ، حتى خرج العواتق من البيوت وكان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لا يُضرب الناس بين يديه ، فلمّا كثر عليه الناس ركب.
قال ابن عباس : والمشي والسعي أفضل » (٣).
_______________________
(١) النغف : الدود ، وهو مثل يضرب للمستحقَر.
(٢) قيقعان : جبل مشرف على مكة من جهة الثنية السفلى الّتي بني عليها باب مكة المعروف بباب الشبيكة وهو ممتد من حارة الباب إلى الشامية (شفاء الغرام للفاسي / ٢٧٧ متناً وهامشاً) ط سنة ١٩٥٦ بمصر.
(٣) السيرة النبوية ٤ / ٣٢٤ ـ ٣٢٥.