وأخرجها أبو بكر الخلّال في كتاب السنّة (١).
وأخرجها أبو نعيم في حلية الأولياء عن الطبراني عن أحمد بن عليّ البربهاري (٢) عن محمّد بن سابق عن مالك بن مغول إلى آخر السند عن ابن عباس ولفظه : قال : « قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في مرضه الّذي توفي فيه : (إيتوني بكتف ودواة لأكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً). صحيح ثابت من حديث ابن عباس ... ا ه » (٣).
فانظر إلى ما رواه أبو نعيم بسنده عن مالك بن مغول وقارن ما مرّ من حديثه في المصادر السابقة لنرى كم هو الحذف الّذي طرأ على الحديث ، أليس هو جملة : « فقالوا : إنّما يهجر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم » كما في طبقات ابن سعد ، أو « رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يهجر » كما في مسند أحمد ، أو « إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يهجر » كما في صحيح مسلم وتاريخ الطبري.
وكان هذا هو المقصود من قولنا بتفاوت في مرويات أولئك الثلاثة : أحمد ومسلم والطبري فهل لنا الآن أن نسأل أبا نعيم عن قوله في تعقيبه : صحيح ثابت من حديث ابن عباس.
فإذا كان صحيحاً ثابتاً فلماذا لم يذكره بتمامه ؟ وإذا لم يكن صحيحاً وثابتاً لديه فلماذا ذكره في كتابه ؟
ولعل الرجل إنّما جاءته الآفة من شيخه سليمان بن أحمد ـ وهو الطبراني ـ الّذي سبق أن عرفنا فيه تلك الآفة كما مرّت الاشارة في نهاية الصورة التاسعة ،
_______________________
(١) كتاب السنّة ١ / ٢٧١ ط دار الراية الرياض سنة ١٤١٠ ه.
(٢) كذا في المطبوع من الحلية ٥ / ٢٥ ، ولكن ورد في المعجم الصغير للطبراني ١ / ٣٣ : (البربهار) ولعله الصواب.
(٣) حلية الأولياء ٣ / ١٩٣.